Our social:

السبت، 14 يناير 2017

من أجمل أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم


"صار ابن الله ابناً للإنسان، لكي يصير أبناء الإنسان أبناء الله.. ولذا صارت العلامة المميزة للمسيحيين الحقيقيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية إنما في تجديد القلب وسلام الأفكار والمحبة والشهوة السماوية للرب".
في المعمودية لم يجعلنا ملائكة ولا رؤساء ملائكة، بل أبناء الله المحبوبين لديه.

والآن ردنا الوحيد هو أن نبادله حب بحب ونعلن بوضوح إننا مواطنون سمائيون ونطيع وصاياه "إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى" (يو14: 15)..

في العهد القديم عاش الشعب تحت تهديدات عقوبات الناموس في خوف كعبيد.

وكانت المكافأة أموراً أرضية. ولكن في العهد الجديد لم تعد مكافأة الوصية أموراً زمنية ولا عقابها زمنياً، إنما قدمت الوصية للبنين، ليكون الله نفسه هو مكافأتنا، ننعم به أباً أبدياً."

كيف عبر العهد القديم عن عقيدة الثالوث؟



أولا: في اللغة العربية نستطيع أن نعبر عن احترامنا لمن نتحدث معه باستخدام صيغة الجمع: حضراتكم.. نشكركم..
أما في اللغة العبرية التى كتب بها العهد القديم فلا يوجد بها استخدام لصيغة الجمع للتعظيم.

ومع ذلك نجد الكتاب المقدس يضع اسم جمع لكلمة "الله" في العهد القديم وهي "إلوهيم"، مع تأكيده على الوحدانية "الرب إلهنا رب واحد" (تث6: 4) وذلك للتعبير عن الثالوث القدوس في الله الواحد.

ففي بداية سفر التكوين: "في البدء خلق (مفرد) الله (إلوهيم) السموات والأرض. (تك1:1).
"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك1: 26)، (تك3: 22)، (تك11: 6، 7)، (إش6: 8)، (إش42: 1).

ثانيا: سجل الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح إرسال الآب والروح القدس له للعالم ليتجسد ويقوم بالفداء: "الآن السيد الرب (الآب) أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (إشعياء48: 16)، فالروح القدس ورد في هذا النص في صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم.

كيف مهد الله للإنسان في العهد القديم فهم عقيدة الثالوث؟



أولاً: الإعلان عن الله كأب للإنسان:
أبهذا تكافئ الرب… أليس أنه هو أبوك (تث32: 6).
ارجعوا أيها البنون المرتدون (إر3: 1)، (إر31: 9)، (ملا1: 6).

ثانيا: الأعلان عن السيد المسيح وتجسده:
"يدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش9: 6).
"يدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (إش7: 14)، (مت1: 23).
"ابن إنسان.. لتتعبد له كل الشعوب." (دا7: 13، 14)، (أم30: 4)، (أم8: 27)، (مز110: 1).

ثالثا: الإعلان عن الروح القدس:
"روحك القدوس لا تنزعه منى." (مز51: 11)
"روح الله صنعنى" (أيوب33: 4)، (تكوين1: 2)، (نحميا9: 20)، (إشعياء63: 10).

تشبيه الثالوث بالنار

الله الثالوث يشبه النار (مثل ظهور الله في العليقة في شكل نار)، النار يخرج منها نور، ويتولد منها حرارة، ومع ذلك فالنار والنور والحرارة كيان واحد.. بينما النور الخارج منها هو غير الحرارة الخارجة من نفس النار.

"يجب أن نفهم أن كل الأمثلة والتشبيهات موضوعة فقط لتقريب الحقيقة وكلها لا تعبر تعبيرا مضبوطا عن سر الثالوث لأن الأقانيم ليسوا عناصر أو أجزاء في الله أو صورا أو وظائف له بل هم أشخاص غير منفصلين في الجوهر أو الكينونة ولهم لاهوت واحد وطبيعة إلهية واحدة."

كتاب: شرح قانون الإيمان - القمص عبد المسيح ثاؤفيلس
مراجعة نيافة الأنبا بيشوى ونيافة الأنبا موسى.

وحدانية الثالوث

نحن نؤمن بإله واحد ونعلن ذلك في قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد…" وعندما نرشم الصليب نقول "بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد امين" فنحن نعترف ان الله واحد مثلث الأقانيم.

ويقول قداسة البابا شنودة الثالث: "إن مشكلة الذين يتكلمون عن التثليث أنهم يفصلونه عن التوحيد، وهذا يؤدي بهم أن يظنوا أننا نؤمن بثلاثة آلهة ولكن هذا يخالف الحقيقة، لأننا نؤمن بإله واحد. والمراد بوحدانية الله أنه لا يوجد له نظير في الألوهية مطلقا وأن له جوهرا واحدا، غير قابل للتجزئة والانقسام. هذا الإله الواحد في الجوهر له ثلاثة أقانيم فهو واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد فنحن لا نجمع 1+1+1=3 ولكن نقول 1×1×1=1 إله واحد." (1يو5: 7).

"الذى رآني فقد رأى الآب (جوهر واحد). أنا في الآب والآب فيّ (1×1=1 الوحدانية) الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال." (يو14: 7- 11)، "كل ما لللآب هو لي." (يو16: 15)، "أنا والآب واحد (جوهر واحد)" (يو10: 30)، (يو16: 13)، (يو1: 18). وقيل عن الروح القدس (مت10: 20)، (غل4: 6)، (رو8: 11)، (1كو2: 10).

يقول القديس كيرلس الإسكندرى: "حتى وإن أظهرنا أننا ننسب لكل أقنوم على حدة عملاً مما يحدث لنا أو للخليقة، ولكن علينا أن نؤمن أن كل شئ هو من الآب خلال الابن فى الروح القدس". بعض شواهد الشركة فى العمل (يو9: 4)، (يو5: 19)، (يو16: 13)...

بدعة سابليوس، هل سمعت عنها من قبل؟!



رفضت الكنيسة بدعة سابليوس الذى قال: أنه يوجد أقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب له ثلاث صفات: الكينونة والعقل والحياة.

أما إيماننا فهو: أن لكل أقنوم القدرة على خلق علاقات وتبادل الصلات بينه وبين الآخرين. وله المقدرة أن يسمع ويتكلم ويختار ويدعو.. وأيضا الكتاب المقدس وصف كل أقنوم بصفات وأسماء لا تطلق إلا على الله فقط.
وقد استعنا بكتاب "الثالوث الذي به نؤمن" الكلية الإكليريكية - البلينا.

إعلان الثالوث في الإنجيل



1- أثناء التجلي "صوت من السحابة (الآب) قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (مت17: 5)
2- أثناء عماد السيد المسيح وتُسميه الكنيسة عيد الظهور الإلهي "نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت (الآب) من السماء قائلا: "انت ابنى الحبيب بك سررت" (لو3: 22).
3- قال السيد المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).
4- قال السيد المسيح عن الروح القدس "روح الحق، الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي (الابن)" (يوحنا15: 26).
5- "الآب، والكلمة (الابن)، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يوحنا5: 7).
6- "لأن به (الابن) لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الآب (أفسس2: 18).
7- "نعمة ربنا يسوع المسيح (الابن)، ومحبة الله (الآب)، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كورنثوس13: 14).
8- "وأنا (الابن) أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق." (يو14: 16، 17).
9- ثم بما أنكم أبناء أرسل الله (الآب) روح ابنه (الروح القدس) إلى قلوبكم صارخا يا آبا (أبانا) الآب". (غل4: 6).
10- "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله." (لو1: 35).

الثالوث فرحي



القديس إغريغوريوس يقول: "الثالوث فرحي"..
فعقيدة الثالوث هي معينة لنا على فهم طبيعة الله المحب فنستطيع أن نؤمن أن الله قريب من النفس البشرية ومن هنا تكون علاقتنا معه ممكنة وغير مستحيلة وبذلك يكون هناك اتصال وشركة.

لذلك كل إنسان مسيحى يعرف الله ويحبه ويشعر به ويتعامل معه في حياته، فالله ليس اسماً مجرداً أو فكرة في الذهن لكنه الاله الحقيقي الذي ينشغل بخليقته فهو الراعي الصالح (يو10: 11) الذى يهتم بخلاص كل إنسان (1تي2: 4)، وحبه اللانهائي هو الذى جعله يخلصنا من الموت ومن قبضة الشيطان ويعطينا نعمة البنوة والحياة الأبدية (يو3: 16).

فالله ليس واحد مصمت منعزل جامد، بل الله ثالوث كله حب.. الله يتفاعل ويتحدث ويتحاور، حديث حب. "الآب يُحب الابن" (يو5: 20)، وأيضا قال السيد المسيح "أني أحب الآب" (يو14: 31) وكل صلوات الكنيسة نرفعها لله الواحد المثلث الأقانيم فمثلا في القداس بعد اختيار الحمل يلفه الكاهن ويرفعه على رأسه ويقول "مجداً وإكراماً إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس".

كيف مات المسيح وقام؟



موت أى إنسان هو انفصال الروح عن الجسد. وعندما مات السيد المسيح انفصلت روحه الإنسانية عن جسده ولكن ظل اللاهوت متحدًا بجسده وروحه الإنسانية لذلك لم يرى جسده فسادًا في القبر ثلاثة أيام حتى رجعت الروح واتحدت بالجسد وقام السيد المسيح بقوة لاهوته.

كما نقول في القداس الالهي:
"أن لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين"

ما هي عقيدة الفداء؟



دار هذا الحديث بين أب كاهن ومجموعة من الفتيان، ينقلون فيه تساؤلات العالم من حولهم، والحروب التى توجه ضد عقيدة الفداء.

مينا: نعلم يا أبونا أن البشرية أخطأت متمثلة في شخص آدم وحواء ولكن أليس إلهنا كله محبة، فلماذا لم يُسامح آدم وحواء وتنتهي المشكلة؟
أبونا: لأن ربنا لو سامح آدم وحواء يكون هذا ضد عدله لأن وصيته لآدم "لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك2: 17).
"أجرة الخطية هى موت" (رو6: 23).
فكيف يضع الله قانونا ويخالفه؟!

+آدم أخطأ ولابد أن يقع عليه حُكم الموت الجسدي، وأيضا الانفصال عن الله، والحرمان من المجد الأبدى والحياة مع الله.
+أضف إلى ذلك أن الخطية أفسدت طبيعة الإنسان بعد أن كان قد خلقه الله فى طهارة وقداسة.

فما فائدة أن يُسامح الله الإنسان، ولكن يظل الإنسان يخطئ، وتظل طبيعته فاسدة؟!
مرقس: ما المانع يا أبونا أن الله يوقع حكمه بفناء آدم وحواء، ويخلق إنساناً جديداً؟َ!
أبونا: إذا افترضنا هذا الحل يا مرقس، فهذا يعنى ان الله عجز عن اصلاح خليقته التى أفسدها الشيطان، لذلك اضطر أن يفنيها وهذا معناه نصرة الشيطان على الله، وحاشا أن يحدث ذلك لأن ذلك لا يليق بقدرة الله غير المحدودة، وكرامته ومجده كخالق.

مينا: معنى كلامك يا أبونا أنه لا يوجد حل غير الفداء، الله يفدى الانسان ليحقق عدله.
ولكن هل أي فادي يستطيع أن يفدى البشرية، أم أن هناك مواصفات معينة للفادى؟!

أبونا: كلامك جميل يا مينا.. أكيد في مواصفات معينة للفادى، وهي التى تحققت في شخص ربنا يسوع المسيح. "الإله المتجسد" فلابد أن يكون:
1-إنسانا: يمثل البشرية المخطئة.
2- قابلا للموت: لأن أجرة الخطية موت.
3- برئ بلا خطية: حتى يستطيع أن يفدى غيره.
4- غير محدود: لأن خطية آدم وجهت ضد الله غير المحدود.

مرقس: ومن أين الفادي الذي تتحقق فيه كل هذه المواصفات؟!
أبونا: من هنا أيها الأصدقاء كان التجسد ضرورياً.
فحين حل أقنوم الكلمة في أحشاء العذراء، اتخذ له جسدا وحل بيننا وهكذا صار بناسوته: إنسانا قابلا للموت، وبلاهوته: بلا خطية وغير محدود.

وهكذا صار ربنا يسوع المسيح الاله الكلمة المتجسد الفادى النموذجى..
الوحيد: القادر على فداء الإنسان وتقديس كيانه.