Our social:

الأحد، 8 يناير 2017

لماذا قدم المجوس ذهبًا ولبانًا ومرًا ؟!



هدايا السيادة:
((قدموا له هدايا)) أنهم فى جسارة متناهية، حينما دخلوا أورشليم، واختفى النجم من أعينهم لعلو المبانى الشاهقة فدخلوا الى بيت الملك يسألون عن الملك، أنها جسارة قد تنهى حياتهم، أين الملك الجديد أيها الملك؟، بحث الملك عن رجال الدين، فسألهم أين يولد المسيا الملك؟، أجاب أصحاب المعارف والسيادة الناموسية انه مكتوب فى سفر ميخا ((وأنت يا بيت لحم لست صغيرة… يخرج منك مدبر يرعى شعبى اسرائيل)) (ميخا5: 3) إبحثوا عنه نعم هكذا قال الملك هيرودس، إبحثوا عنه بالتدقيق، وحينما وصلوا إلى المسيح، (فتحوا كنوزهم)، ليقدموا له هدايا أنهم فتحوا كنوزهم ليقدموا أروع ما عندهم، ليس المخلفات والعوادم والروبابيكيا، إنهم فتحوا كنوزهم ليقدموا له أروع ما يملكون.

ما أروع العطية التى تُعطى للمسيح، فيه جمال النعمة فيه اختبار ((أعطونى العشور وجربونى)). (ملاخى3: 10)

أن هؤلاء المجوس إختبروا نعمة العطية الحسنة الجميلة التى فيها، المحب هو الدافع للعطاء، جمال العطية بالبركة.

قدموا ذهبًا:
تفرح العذراء لأنها تمسك ذهبًا، عطية غالية، الذى فى حجرك على رأسه تاج مكتوب عليه (ملك الملوك ورب الأرباب) إنهم أدركوا عظمة المولود فقدموا للرب ذهبًا، أروع ما يكون من تقدمة.

قدم للرب ما يليق به، إن العائلة المقدسة حينما أمسكت فى أيديها الذهب، ليس بإنبهار، بل بقناعة وأقتدار وتروى بعض التقاليد، أن القديس يوسف النجار استبدل هذا الذهب بعملات مالية اشترى بها حمار قوى يتحمل مشقة السفر من فلسطين إلى أسيوط والعودة، ولكى لا يكون الطفل الإلهى عبئًا على أمه والقديس يوسف بل دبر لهم حتى ثمن وسيلة الانتقال عن طريق الذهب الذى قدمه له المجوس، أنه وحده صاحب التدبير، ليتك تترك للرب كل أمورك وهو صاحب الأمر والتدبير ويهبك عطية أكثر مما تسأل أو تفتكر.

لبانًا:
اللبان هو بذل الذات على نيران الخلاص وهو الذى قام ذاته ذبيحة فأشتمه أبوه الصالح، هكذا ترنم الكنيسة للمسيح فى الجمعة العظيمة، قدم ذاته لبانًا ذا رائحة عطرة، وهو الذى يوضع فى المجمرة، على النيران ليعطى لك رائحة الحب الالهى ((لأننا رائحة المسيح الذكية)) (2كورنثوس3: 15). ولعله لهذا ينادى القديس بولس فى الرسالة الى اسقفية رومية ((قدموا أجسادكم ذبيحة حب مرضية)) (رو12: 1).

ما أروعه لبانًا صافيًا عديم الغش معطيًا إيانا التهاب الروح رائحة لمجده السماوى.

ومراً:
أما المر الذى قدمه المجوس للمسيح المولود ما هو إلا رحلة شاقة لطريق الجلجثة، رحلة طويلة عبر عنها سيدنا لشدة مرارتها بقول ((إن شئت فلتعبر هذه الكأس)) (متى26: 39) بل وقال أيضًا ((نفسى حزينة جدًا حتى الموت)) (متى26: 38).

وكم من مرارة وأنين وحزن مفرط، فى خرب ولطم وكآبة، وكم قاست العذراء من تعب وألم ومرارة، ألم تسمع ما قيل لها ((وأنت أيضًا يجوز فى نفسك سيف)) (لوقا2: 35).

ولكن ((إن كنا نتألم معه نتمجد أيضًا معه)) (رومية5: 17). عالمين ((أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا)) (رومية8: 18).

ما أروعها هدايا، ذهباً ولباناً ومراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق