Our social:
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عقيدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عقيدة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 14 يناير 2017

كيف عبر العهد القديم عن عقيدة الثالوث؟



أولا: في اللغة العربية نستطيع أن نعبر عن احترامنا لمن نتحدث معه باستخدام صيغة الجمع: حضراتكم.. نشكركم..
أما في اللغة العبرية التى كتب بها العهد القديم فلا يوجد بها استخدام لصيغة الجمع للتعظيم.

ومع ذلك نجد الكتاب المقدس يضع اسم جمع لكلمة "الله" في العهد القديم وهي "إلوهيم"، مع تأكيده على الوحدانية "الرب إلهنا رب واحد" (تث6: 4) وذلك للتعبير عن الثالوث القدوس في الله الواحد.

ففي بداية سفر التكوين: "في البدء خلق (مفرد) الله (إلوهيم) السموات والأرض. (تك1:1).
"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك1: 26)، (تك3: 22)، (تك11: 6، 7)، (إش6: 8)، (إش42: 1).

ثانيا: سجل الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح إرسال الآب والروح القدس له للعالم ليتجسد ويقوم بالفداء: "الآن السيد الرب (الآب) أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (إشعياء48: 16)، فالروح القدس ورد في هذا النص في صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم.

كيف مهد الله للإنسان في العهد القديم فهم عقيدة الثالوث؟



أولاً: الإعلان عن الله كأب للإنسان:
أبهذا تكافئ الرب… أليس أنه هو أبوك (تث32: 6).
ارجعوا أيها البنون المرتدون (إر3: 1)، (إر31: 9)، (ملا1: 6).

ثانيا: الأعلان عن السيد المسيح وتجسده:
"يدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش9: 6).
"يدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (إش7: 14)، (مت1: 23).
"ابن إنسان.. لتتعبد له كل الشعوب." (دا7: 13، 14)، (أم30: 4)، (أم8: 27)، (مز110: 1).

ثالثا: الإعلان عن الروح القدس:
"روحك القدوس لا تنزعه منى." (مز51: 11)
"روح الله صنعنى" (أيوب33: 4)، (تكوين1: 2)، (نحميا9: 20)، (إشعياء63: 10).

تشبيه الثالوث بالنار

الله الثالوث يشبه النار (مثل ظهور الله في العليقة في شكل نار)، النار يخرج منها نور، ويتولد منها حرارة، ومع ذلك فالنار والنور والحرارة كيان واحد.. بينما النور الخارج منها هو غير الحرارة الخارجة من نفس النار.

"يجب أن نفهم أن كل الأمثلة والتشبيهات موضوعة فقط لتقريب الحقيقة وكلها لا تعبر تعبيرا مضبوطا عن سر الثالوث لأن الأقانيم ليسوا عناصر أو أجزاء في الله أو صورا أو وظائف له بل هم أشخاص غير منفصلين في الجوهر أو الكينونة ولهم لاهوت واحد وطبيعة إلهية واحدة."

كتاب: شرح قانون الإيمان - القمص عبد المسيح ثاؤفيلس
مراجعة نيافة الأنبا بيشوى ونيافة الأنبا موسى.

وحدانية الثالوث

نحن نؤمن بإله واحد ونعلن ذلك في قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد…" وعندما نرشم الصليب نقول "بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد امين" فنحن نعترف ان الله واحد مثلث الأقانيم.

ويقول قداسة البابا شنودة الثالث: "إن مشكلة الذين يتكلمون عن التثليث أنهم يفصلونه عن التوحيد، وهذا يؤدي بهم أن يظنوا أننا نؤمن بثلاثة آلهة ولكن هذا يخالف الحقيقة، لأننا نؤمن بإله واحد. والمراد بوحدانية الله أنه لا يوجد له نظير في الألوهية مطلقا وأن له جوهرا واحدا، غير قابل للتجزئة والانقسام. هذا الإله الواحد في الجوهر له ثلاثة أقانيم فهو واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد فنحن لا نجمع 1+1+1=3 ولكن نقول 1×1×1=1 إله واحد." (1يو5: 7).

"الذى رآني فقد رأى الآب (جوهر واحد). أنا في الآب والآب فيّ (1×1=1 الوحدانية) الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال." (يو14: 7- 11)، "كل ما لللآب هو لي." (يو16: 15)، "أنا والآب واحد (جوهر واحد)" (يو10: 30)، (يو16: 13)، (يو1: 18). وقيل عن الروح القدس (مت10: 20)، (غل4: 6)، (رو8: 11)، (1كو2: 10).

يقول القديس كيرلس الإسكندرى: "حتى وإن أظهرنا أننا ننسب لكل أقنوم على حدة عملاً مما يحدث لنا أو للخليقة، ولكن علينا أن نؤمن أن كل شئ هو من الآب خلال الابن فى الروح القدس". بعض شواهد الشركة فى العمل (يو9: 4)، (يو5: 19)، (يو16: 13)...

بدعة سابليوس، هل سمعت عنها من قبل؟!



رفضت الكنيسة بدعة سابليوس الذى قال: أنه يوجد أقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب له ثلاث صفات: الكينونة والعقل والحياة.

أما إيماننا فهو: أن لكل أقنوم القدرة على خلق علاقات وتبادل الصلات بينه وبين الآخرين. وله المقدرة أن يسمع ويتكلم ويختار ويدعو.. وأيضا الكتاب المقدس وصف كل أقنوم بصفات وأسماء لا تطلق إلا على الله فقط.
وقد استعنا بكتاب "الثالوث الذي به نؤمن" الكلية الإكليريكية - البلينا.

إعلان الثالوث في الإنجيل



1- أثناء التجلي "صوت من السحابة (الآب) قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (مت17: 5)
2- أثناء عماد السيد المسيح وتُسميه الكنيسة عيد الظهور الإلهي "نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت (الآب) من السماء قائلا: "انت ابنى الحبيب بك سررت" (لو3: 22).
3- قال السيد المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).
4- قال السيد المسيح عن الروح القدس "روح الحق، الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي (الابن)" (يوحنا15: 26).
5- "الآب، والكلمة (الابن)، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يوحنا5: 7).
6- "لأن به (الابن) لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الآب (أفسس2: 18).
7- "نعمة ربنا يسوع المسيح (الابن)، ومحبة الله (الآب)، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كورنثوس13: 14).
8- "وأنا (الابن) أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق." (يو14: 16، 17).
9- ثم بما أنكم أبناء أرسل الله (الآب) روح ابنه (الروح القدس) إلى قلوبكم صارخا يا آبا (أبانا) الآب". (غل4: 6).
10- "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله." (لو1: 35).

الثالوث فرحي



القديس إغريغوريوس يقول: "الثالوث فرحي"..
فعقيدة الثالوث هي معينة لنا على فهم طبيعة الله المحب فنستطيع أن نؤمن أن الله قريب من النفس البشرية ومن هنا تكون علاقتنا معه ممكنة وغير مستحيلة وبذلك يكون هناك اتصال وشركة.

لذلك كل إنسان مسيحى يعرف الله ويحبه ويشعر به ويتعامل معه في حياته، فالله ليس اسماً مجرداً أو فكرة في الذهن لكنه الاله الحقيقي الذي ينشغل بخليقته فهو الراعي الصالح (يو10: 11) الذى يهتم بخلاص كل إنسان (1تي2: 4)، وحبه اللانهائي هو الذى جعله يخلصنا من الموت ومن قبضة الشيطان ويعطينا نعمة البنوة والحياة الأبدية (يو3: 16).

فالله ليس واحد مصمت منعزل جامد، بل الله ثالوث كله حب.. الله يتفاعل ويتحدث ويتحاور، حديث حب. "الآب يُحب الابن" (يو5: 20)، وأيضا قال السيد المسيح "أني أحب الآب" (يو14: 31) وكل صلوات الكنيسة نرفعها لله الواحد المثلث الأقانيم فمثلا في القداس بعد اختيار الحمل يلفه الكاهن ويرفعه على رأسه ويقول "مجداً وإكراماً إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس".

كيف مات المسيح وقام؟



موت أى إنسان هو انفصال الروح عن الجسد. وعندما مات السيد المسيح انفصلت روحه الإنسانية عن جسده ولكن ظل اللاهوت متحدًا بجسده وروحه الإنسانية لذلك لم يرى جسده فسادًا في القبر ثلاثة أيام حتى رجعت الروح واتحدت بالجسد وقام السيد المسيح بقوة لاهوته.

كما نقول في القداس الالهي:
"أن لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين"

ما هي عقيدة الفداء؟



دار هذا الحديث بين أب كاهن ومجموعة من الفتيان، ينقلون فيه تساؤلات العالم من حولهم، والحروب التى توجه ضد عقيدة الفداء.

مينا: نعلم يا أبونا أن البشرية أخطأت متمثلة في شخص آدم وحواء ولكن أليس إلهنا كله محبة، فلماذا لم يُسامح آدم وحواء وتنتهي المشكلة؟
أبونا: لأن ربنا لو سامح آدم وحواء يكون هذا ضد عدله لأن وصيته لآدم "لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك2: 17).
"أجرة الخطية هى موت" (رو6: 23).
فكيف يضع الله قانونا ويخالفه؟!

+آدم أخطأ ولابد أن يقع عليه حُكم الموت الجسدي، وأيضا الانفصال عن الله، والحرمان من المجد الأبدى والحياة مع الله.
+أضف إلى ذلك أن الخطية أفسدت طبيعة الإنسان بعد أن كان قد خلقه الله فى طهارة وقداسة.

فما فائدة أن يُسامح الله الإنسان، ولكن يظل الإنسان يخطئ، وتظل طبيعته فاسدة؟!
مرقس: ما المانع يا أبونا أن الله يوقع حكمه بفناء آدم وحواء، ويخلق إنساناً جديداً؟َ!
أبونا: إذا افترضنا هذا الحل يا مرقس، فهذا يعنى ان الله عجز عن اصلاح خليقته التى أفسدها الشيطان، لذلك اضطر أن يفنيها وهذا معناه نصرة الشيطان على الله، وحاشا أن يحدث ذلك لأن ذلك لا يليق بقدرة الله غير المحدودة، وكرامته ومجده كخالق.

مينا: معنى كلامك يا أبونا أنه لا يوجد حل غير الفداء، الله يفدى الانسان ليحقق عدله.
ولكن هل أي فادي يستطيع أن يفدى البشرية، أم أن هناك مواصفات معينة للفادى؟!

أبونا: كلامك جميل يا مينا.. أكيد في مواصفات معينة للفادى، وهي التى تحققت في شخص ربنا يسوع المسيح. "الإله المتجسد" فلابد أن يكون:
1-إنسانا: يمثل البشرية المخطئة.
2- قابلا للموت: لأن أجرة الخطية موت.
3- برئ بلا خطية: حتى يستطيع أن يفدى غيره.
4- غير محدود: لأن خطية آدم وجهت ضد الله غير المحدود.

مرقس: ومن أين الفادي الذي تتحقق فيه كل هذه المواصفات؟!
أبونا: من هنا أيها الأصدقاء كان التجسد ضرورياً.
فحين حل أقنوم الكلمة في أحشاء العذراء، اتخذ له جسدا وحل بيننا وهكذا صار بناسوته: إنسانا قابلا للموت، وبلاهوته: بلا خطية وغير محدود.

وهكذا صار ربنا يسوع المسيح الاله الكلمة المتجسد الفادى النموذجى..
الوحيد: القادر على فداء الإنسان وتقديس كيانه.

أسئلة حول موضوع التجسد الالهى ج2



س: كيف يمكن لله غير المحدود أن يسكن في الإنسان المحدود؟
ج: بعض الناس لا يستوعبون ولا يفمون عقيدة التجسد، لأنهم لا يتصورون كيف يستطيع الله (اللاهوت) غير المحدود أن يحل في بطن العذراء ليكون له ناسوتاً ويظل متحداً به إلى الأبد.

وعدم فهمهم يجعلهم يتساءلون حينما حل اللاهوت في بطن العذراء هل خلت السماء من وجود الله؟! ومن الذي يدبر الكون والخليقة كلها؟!
ينتج هذا التساؤل نتيجة لتصورهم أن الله الغير المحدود انكمش وأصبح محدودا في الناسوت، وهذا خطأ طبعاً. لكن الحقيقة أن الله تجسد، وظل يملأ الكون كله، وظل هو الله غير المحدود.

أمثلة لذلك:
1- الهواء يغلف الكرة الأرضية كلها، ونفس هذا الهواء موجود في رئات البشر كلهم، وعن طريقه يتنفسون. ووجود الهواء في رئة الإنسان، لا يمنع أن يكون موجوداً ويملأ الغلاف الجوى.
2- الإرسال التليفزيونى: موجود في الهواء وموجود داخل جهاز التلفزيون ولم يحده جهاز التلفزيون ولم يمنع وجوده في كل الأجواء.

أسئلة حول موضوع التجسد الالهى ج1



س: يرفض غير المسيحيين فهم التجسد الالهى. فيقولون كيف يصير الله انسانا؟ كيف يأخذ جسد بشرى مثلنا؟ يأكل ويشرب..

ج: ينتج هذا من فكرة ان الجسد دنس وشر ولكننا نؤمن ان الجسد هو من صنع الله.
والله لا يخلق شيئا نجسا ولكننا نؤمن أن الخطية هى الشر والدنس. لقد اتخذ السيد المسيح جسد حقيقى مثل جسدنا تماما ليخلص الانسان.

ولو لم يأكل ويشرب السيد المسيح لظن الناس أنه مجرد ظهور في شكل إنسان.

الأحد، 8 يناير 2017

لماذا خلق الله اﻵنسان ؟



الله كله فرح وحب بﻵ حدود لذلك خلق اﻵنسان ليتمتع بحبه وفرحه ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله وضع أدم وحواء فى حديقة جميلة "الجنة" .

وكان مصدر سعادة أﻻنسان هو اتحاده مع الله وحديثة وعشرته معه كل يوم .

الله خلق ثﻻثة أنواع من المخلوقات ..

النوع اﻵول : روح فقط بدون جسد مادى . " المﻻئكة "

النوع الثانى : مادة فقط بدون روح مثل : الحيوانات والنباتات والشمس والنجوم ..

النوع الثالث : " اﻹنسان" وهو الكائن الوحيد الذى أعطاه الله اﻻشتراك فى النوعين معآ فقد أعطاه روحآ كما أعطاه جسدأ أيضا .

ما معنى أن اﻹنسان على صورة الله ومثاله ؟



       عندما خلق الله اﻹنسان قال :
" نعمل اﻹنسان على صورتنا كشبهنا " [ تكوين 1 :26 ] ...

الله أنعم على اﻹنسان وحده بامتياز عظيم جدأ ، لم ينعم به


        على أية من المخلوقات اﻷخرى ...


فجعل فى اﻹنسان عقﻵ وإرادة وحرية وإبداعآ وقدرة على التخاطب وحبآ وكلها صفات شبيهة بالصفات الموجودة فيه.

 كل إنسان حر وخﻻق ﻷنه مخلوق على صورة الله الحر الخالق .

هل الله خلق اﻹنسان حرآ ؟



الله خلق اﻹنسان بعقل مستنير وإرادة قوية تواقة إلى الخير ونية طاهرة ومحبة دون أنانية .. وخلقة حرا على صورته وبهذه الحرية تكون لﻹنسان كرامة . حتى أن اﻹنسان يستطيع أن ينكر وجود الله مثل الملحدين .

لو كان الله فرض نفسه على اﻹنسان فرضا كما فرض الغرائز على الحيوانات والقوانين  الطبيعية على المادة ، لكان اﻹنسان آلة دقيقة ، بديعة ، متقنة وما كان إنسانآ ، أى كائنا عاقﻵ على صورة الله وﻷن المحبة الحقة تحترم حرية المحبوب ، فالحب ﻻ يفرض فرضا .. واﻹ لم يعد حبا بل عبودية والله لم يرد عبيدآ بل أبناء ...

هل كل الناس متشابهين ؟



لسنا مثل العملات النقدية المتشابهة التى يمكن استبدال واحدة بأخرى بل كل إنسان منا له شخصيته الخاصة .. الله خلق كل إنسان متميزآ عن غيره .. متفردآ له قيمة كبيرة جدآ عند الله .. وله دور ومسئولية فى الحياة ..

وﻹظهار ذلك خلق الله كل إنسان فى الوجود له بصمات أصابع متفردة ﻻ تتكرر فى العالم كله واكتشف العلماء أيضآ أن لكل إنسان فى الوجود بصمة عين متفردة عن غيره .

كل إنسان هو خليقة الله وﻻ يمكن تكراره أو تعويضه لذلك فهو ثمين جدآ بغير حدود . وليس لنا الحق أن نفترض أن شخصآ ما أكثر قيمة من شخص آخر .

اﻹنسان غالى جدآ جدآ عند الله " ﻷنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى ﻻ يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة اﻷبدية " .
                    ( يو 3 : 16 )
واصبحنا " جميعآ أبناء الله باﻹيمان بالمسيح يسوع "
           ( غل 3 : 26).

سمعان الشيخ واحترام المسيح للشريعة



شريعة أجداده:
حين كملت الأيام حسب الناموس، حملت الطفل الالهى فذهبت به الى الهيكل، وهناك على باب الهيكل وجدت الوقور كاهن الله سمعان الشيخ الذى ما أن سمع طرقات دخولها إلا وإنفتحت عينه وسألها فأجابت نعم إنها عذراء، إبتسم الوقور بالحب وحمل الحمل وقال قولته ((الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبصرتا خلاصك)) (لوقا2: 29).

نعم أنه أتى بالروح إلى الهيكل، إنساق بالنعمة ليت الروح يقودنا إلى موضع وجود الرب، أنه يقودنا إلى موكب النصرة، يقودنا إلى مجد إبنة صهيون، يقودنا من مجد إلى مجد إن عينى سمعان الشيخ أبصرتا بعد ان فقدتا الإبصار ونحن أمام الرب نقول ((طوبى لعيونكم لأنها تبصر)).

ننتظر عمل الرب بمجد وإجلال وقوة إنتصار الذى كمل وكلل وابدع وجمّل وجعل فى نفوسنا قوة وأقتدار وأبتداع وإنبهار أمام مولود الجلال والجمال، الذى جعل من المهد مجد ومن الفقر غنى ومن التعب راحة، أنه أروع سجود لطفل مولود.

بركة المولود الإلهى تشمل حياتنا وتثبت إيماننا وتعيننا على خلاص نفوسنا من دور إلى دور ومن جيل إلى جيل.


لربنا الصالح كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.

لماذا قدم المجوس ذهبًا ولبانًا ومرًا ؟!



هدايا السيادة:
((قدموا له هدايا)) أنهم فى جسارة متناهية، حينما دخلوا أورشليم، واختفى النجم من أعينهم لعلو المبانى الشاهقة فدخلوا الى بيت الملك يسألون عن الملك، أنها جسارة قد تنهى حياتهم، أين الملك الجديد أيها الملك؟، بحث الملك عن رجال الدين، فسألهم أين يولد المسيا الملك؟، أجاب أصحاب المعارف والسيادة الناموسية انه مكتوب فى سفر ميخا ((وأنت يا بيت لحم لست صغيرة… يخرج منك مدبر يرعى شعبى اسرائيل)) (ميخا5: 3) إبحثوا عنه نعم هكذا قال الملك هيرودس، إبحثوا عنه بالتدقيق، وحينما وصلوا إلى المسيح، (فتحوا كنوزهم)، ليقدموا له هدايا أنهم فتحوا كنوزهم ليقدموا أروع ما عندهم، ليس المخلفات والعوادم والروبابيكيا، إنهم فتحوا كنوزهم ليقدموا له أروع ما يملكون.

ما أروع العطية التى تُعطى للمسيح، فيه جمال النعمة فيه اختبار ((أعطونى العشور وجربونى)). (ملاخى3: 10)

أن هؤلاء المجوس إختبروا نعمة العطية الحسنة الجميلة التى فيها، المحب هو الدافع للعطاء، جمال العطية بالبركة.

قدموا ذهبًا:
تفرح العذراء لأنها تمسك ذهبًا، عطية غالية، الذى فى حجرك على رأسه تاج مكتوب عليه (ملك الملوك ورب الأرباب) إنهم أدركوا عظمة المولود فقدموا للرب ذهبًا، أروع ما يكون من تقدمة.

قدم للرب ما يليق به، إن العائلة المقدسة حينما أمسكت فى أيديها الذهب، ليس بإنبهار، بل بقناعة وأقتدار وتروى بعض التقاليد، أن القديس يوسف النجار استبدل هذا الذهب بعملات مالية اشترى بها حمار قوى يتحمل مشقة السفر من فلسطين إلى أسيوط والعودة، ولكى لا يكون الطفل الإلهى عبئًا على أمه والقديس يوسف بل دبر لهم حتى ثمن وسيلة الانتقال عن طريق الذهب الذى قدمه له المجوس، أنه وحده صاحب التدبير، ليتك تترك للرب كل أمورك وهو صاحب الأمر والتدبير ويهبك عطية أكثر مما تسأل أو تفتكر.

لبانًا:
اللبان هو بذل الذات على نيران الخلاص وهو الذى قام ذاته ذبيحة فأشتمه أبوه الصالح، هكذا ترنم الكنيسة للمسيح فى الجمعة العظيمة، قدم ذاته لبانًا ذا رائحة عطرة، وهو الذى يوضع فى المجمرة، على النيران ليعطى لك رائحة الحب الالهى ((لأننا رائحة المسيح الذكية)) (2كورنثوس3: 15). ولعله لهذا ينادى القديس بولس فى الرسالة الى اسقفية رومية ((قدموا أجسادكم ذبيحة حب مرضية)) (رو12: 1).

ما أروعه لبانًا صافيًا عديم الغش معطيًا إيانا التهاب الروح رائحة لمجده السماوى.

ومراً:
أما المر الذى قدمه المجوس للمسيح المولود ما هو إلا رحلة شاقة لطريق الجلجثة، رحلة طويلة عبر عنها سيدنا لشدة مرارتها بقول ((إن شئت فلتعبر هذه الكأس)) (متى26: 39) بل وقال أيضًا ((نفسى حزينة جدًا حتى الموت)) (متى26: 38).

وكم من مرارة وأنين وحزن مفرط، فى خرب ولطم وكآبة، وكم قاست العذراء من تعب وألم ومرارة، ألم تسمع ما قيل لها ((وأنت أيضًا يجوز فى نفسك سيف)) (لوقا2: 35).

ولكن ((إن كنا نتألم معه نتمجد أيضًا معه)) (رومية5: 17). عالمين ((أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا)) (رومية8: 18).

ما أروعها هدايا، ذهباً ولباناً ومراً.

سجود المجوس للمسيح؛ سجود عبادة أم سجود أحترام؟!



وهنا دخل المجوس الى صاحب الخان يسألونه عن المولود الملك، أعاد أدراجه وتطلع الى قائمة نزلائه فلم يجد فيهم من هو ملك فاعتذر لهم، خرجوا وتطلعوا فوجدوا النجم فوق الخان، فعادوا ثانية بإصرار، أنه مولود هنا، أعاد الكره فى البحث بين النزلاء، فلم يجد بين النزلاء مولودًا ملوكيًا أو مرفوع الشأن، فأعتذر لهم، أصروا على ان المولود موجود وداخل الخان، وما أصعب ان يكون المسيح موجود فى مشهد حياتك وأنت لا تدرى أنه موجود حقًا ولكنك مشغول بغيره، بالاكتتاب، بالدولارات، بالموارد، بالإيداع والسحب، لكنه موجود بالفعل ربما فى مكان أنت لا تعيره إهتمامًا، وهنا يذكر صاحب الخان أن امرأة فقيرة مع رجل شيخ نزلت فى زريبة الفندق، وسط البهائم أرشدهم إليها متضررًا، ولما دخلوا الى زريبة البهائم ورأوا مذود محاط بالبهاء والمجد، وما أن رأوا الطفل إلا وسجدوا له، نعم سجدوا لمن يليق به السجود والإكرام، سجدوا لله الظاهر فى الجسد، سجدوا له ليعبدوه، الإكرام والعبادة، ونحن نقول أيضًا ((نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس)).

وإن كانت هناك إنحناءات للتوقير (نحنى ركبنا) (إحنوا رؤسكم) لكن هؤلاء المجوس لم يحنوا ركبهم ولا رؤوسهم وإنما (سجدوا له)، ما أروعه سجود للإله المعبود.

لقد تحول المكان الى معبد، من زريبة الى معبد، بل إلى الهيكل، انهم عبدوه وسجدوا له، ما أروع هذا السجود بالوقار والإجلال.

أهمية ظهور النجم فى أرشاد المجوس!



نجم فوق الفندق:
إن الإكتتاب الذى أمر به أوغسطوس قيصر جعل كل الشعوب فى سائر البلاد تمضى الى مواطنها لتكتتب هناك وصارت الدنيا وقتها مثل رحالة كل يمضى الى بلده من كل حدب وصوب وهكذا كانت الارادة الالهية ان يمضى يوسف النجار الى بلده، الى الانتماء الاصلى له، الى بيت لحم لكى يولد المسيح فيها وتتحقق نبؤة ميخا النبى القائل: ((أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكونى بين الوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطًا على اسرائيل ومخارجه منذ القدم منذ أيام الأزل)) (ميخا5: 2)

وهناك فى رحلة المجوس وهم يهتدون بالنجم السمائى المرشد يرونه يستقر فوق ذلك المبنى المتواضع الذى هو بمثابة فندق مملوء بالناس فى زحمة الاكتتاب، ولكن ليس بالفندق المفهوم فى أيامنا أنه مكان لاستقبال الضيوف وتوجد خلفه زريبة بهائم يضع فيها نزلاء الفندق بهائمهم، ولما لم يجد يوسف النجار مكانًا بين نزلاء الفندق ولا رحمة بين أهل بيت لحم استسمح صاحب الخان ان تنزل اسرته المتواضعة فى زريبة البهائم تحتمى فيها من ظرف الوقت وقسوة الهواء واستعجال حالة الولادة فسمح له صاحب الخان، وهنا استقر النجم فوق هذا المكان المتواضع الذى اختارته السماء لرفع شأنه الى يوم مجيئه الثاني ويكون من أقدس بقاع الأرض كلها إنها المهد الذى ولد فيه رب السماء والأرض.

غناء الملائكة وتوقف الزمان لميلاد المسيح!



أن ننظر الملائكة النازلة من فوق وهى تشدو مرنمة للمولود فاقت جميع اوركسترا البشر وانبهر لها الزمن وكل المواضع الكونية.. وتسمر التاريخ شاهدا ونسى نفسه ووقف الى اليوم.. وتحرك من يوم ميلاد المسيح تاريخا جديدا.. فاصبح ما قبل ميلاد التاريخ زمان وما بعد المسيح زمان اخر.. هذا هو التاريخ!! هل تعلم يا تاريخ لماذا توقفت؟!.. لماذا تسمرت الازمان؟! لأن ميلاد المسيح ليس له مثيل.. وليس له بديل ولا تعبير ولا تحليل بل ساد الانبهار الموقف فى الشهادة اللكونية فاصبح ما يسمى…. 19 ميلادية او سنة.. ق.م.. حقا سعيد انت ايها التاريخ يا من فرحت بميلاد المسيح، وبائس ذلك التاريخ الذى لم يعاين محفل ميلاد المسيح… حتى الايام ولها فرح فى مشهد ميلاد.. وهناك أيام لا ينساها الانسان، وهناك ايام يذكرها الزمان، واما ذلك اليوم هو يوم ميلاد رب الزمان.

لهذا يبهرنى جدا أولئك الابرار الذين اتوا من المشرق وعند معلف البهائم فى بيت لحم اليهودية فى ابسط محفل ملوكى ((خروا وسجدوا له)). (متى2: 10).

حقا انه اروع سجود لطفل مولود، إن هؤلاء المجوس أمراء، أغنياء، كان من ضمن هداياهم ذهب، لهم إمكانيات مالية متيسرة، لهم امكانيات عجيبة فى الانتقال ليس من بلد لبلد بل من قارة الى قارة، ولكن عند مولود بيت لحم يجدوا انفسهم الا يقدموا له أولاً سجود العبادة وسجود الخضوع وسجود الانسحاق.