Our social:

السبت، 14 يناير 2017

المحبة الحقيقية



كان "عادل" تلميذا مهذبا ووديعا، متفوقا في حياته الدراسية بل والروحية أيضا، مواظبا على حضور القداسات والتناول من جسد الرب ودمه وقراءة الإنجيل، مداوما على حضور مدارس الأحد وكان مشهودا له من الجميع.

لكن عدو الخير لا يترك أولاد الله ناجحين في حياتهم الروحية، بل يحسدهم على رضا الله والناس عنهم، ويحاول إيقاعهم في الخطية ليبعدهم عن الله.
فحرك زميلا له بالفصل معروفا باستهتاره وسوء سلوكه ليتقرب من "عادل" بحجة حاجته لمعاونته في فهم ما غاب عنه من دروس. وسرعان ما توطدت الصداقة بينهما، ونظرا لأن المعاشرات الرديئة تُفسد الأخلاق الجيدة، فقد تحوّل "عادل" إلى ولد مستهتر كثير اللعب، كثير التغيب عن المدرسة، وهبط مستواه الدراسي بصورة ملحوظة، وبدأت شكوى والديه منه. ولكن الله لا يترك أولاده، فقد لاحظ "مرقس" - وهو زميل له بفصله - كثرة تغيب "عادل" عن المدرسة وعن فصل مدارس الأحد.

فبعد أن كان "عادل" مضرب المثل في الأخلاق والنظام والتفوق، محبوبا من الجميع، أصبح مكروها من الجميع منبوذا. فآلم ذلك "مرقس" جداً، وأخذ يُصلي بحرارة من أجله، وبين له خطورة الطريق الذى يسير فيه، وأخذ يقسو عليه تارة وتارة أخرى يُبين له حنان الله ومحبته.

وأخيراً.. شعر "عادل" بخطئه، وندم على ما بدر منه، وذهب إلى أب اعترافه ليبدأ صفحة جديدة وليرجع كما كان أولاً أميناً في دراسته وأميناً في علاقته بالله.

ومن تلك اللحظة، أصبح "عادل" و"مرقس" صديقين حميمين لا يفترقان. فحقاً قال الكتاب: "أمينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو" (أم27: 6).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق