Our social:
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مدارس الأحد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مدارس الأحد. إظهار كافة الرسائل

السبت، 14 يناير 2017

حديث هادئ حول أنتم ملح الأرض



أحبائنا في الرب: سلام لكم
في الحوار السابق، كنت أقول أنه لابد من المشاركة في العمل الوطني، ولكن بعيداً عن تيارات العنف، أو أي ممارسة تخريبية، لا لمنشآت عامة فهي ملك لك أيضًا ولا لملكية خاصة، إسمع ما يقوله الله لشعبه "إذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا إياها لكي تأخذها فلا تتلف شجرها بوضع فأس عليه أنك منه تأكل فلا تقطعه لأنه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار" (تث20: 19)، وهنا أقول لك أن السبب في ذلك هو أهمية الآخر بالنسبة لك.
ينادي العالم الآن بمبدأ "قبول الآخر" أيًا كان جنسه أو لونه أو دينه، وهذا ما يؤكده لنا الكتاب المقدس "لا تكره أدوميًا لأنه أخوك ولا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في أرضه" (تث23: 7)، وحينما أوصى القديس بولس مؤمني كنيسة كورنثوس بألا يخالطوا الزناة، كان يقصد المؤمنين الذين يسلكون بلا ترتيب وليس الخطاة الذين من خارج الكنيسة وكما يقول "وليس مطلقا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان والا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم" (1كو5: 10)، وبالتالي فنحن لابد أن نقبل الآخر في محيط علاقاتنا ومعاملاتنا لأن هؤلاء الله سيدينهم.

وأود أن أقول لك أنه لا يوجد شخص يحيا منفردا في العالم، فأنا في حاجة إليك، وانت فى حاجة لآخر وهو في حاجة إليّ، وهكذا تتحول التعاملات بين البشر إلى نوع من الدوائر المتداخلة في جزء من المساحة سواء أكان هذا الجزء صغيرا أم كبيرا، لذلك نخطئ كثيرا حينما نجعل أطفالنا يقاطعون الذين لا يوافقون أهوائهم ولا يلعبون معهم، وفي هذا التصرف يكون الخطر الأكبر، فليس معني الإختلاف في الرأي أو وجود مشكلة يعني المقاطعة، فحتما سيأتي الوقت الذي أحتاج اليك فيه وتحتاج إليّ فيه، أنا معك فجائز أن نختلف سويا في أمر ما وتتوقف العلاقات في هذا الأمر؟، ولكن هذا ليس معناه أن يتحول الأمر إلى خصومة، فالكتاب يوصي بأن "عبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات" (2تي2: 24)، ولذلك أؤكد لك أنه بيني وبينك مهما إختلفنا مساحة مشتركة يمكننا التعامل فيها، ولعل هذا ما يسمونه بـ "حوار الحضارات" وليس "صدام الحضارات".

وكما قلنا سابقا دع أمر الإختلاف العقيدى فالله سيحاسب الجميع على إيمانه وأعماله "اذا لا تحكموا في شئ قبل الوقت حتي يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر اراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله" (1كو4: 5). أما هنا في الأرض فبيننا من المعاملات ما يحتم إستمرار علاقتنا معا، ولعلك تلاحظ أن هذا ما يحدث الآن فرغم إختلاف الإيمان المسيحي والإسلامى ولكن هناك مساحة مشتركة يمكننا التحاور فيها مثل: رفض العنف، والإدمان، والأمانة في العمل، وبنيان وطننا مصر.. إلخ من قضايا مشتركة وهو ما يسمي بـ "حوار الأديان"، وهذا ليس معناه تغيير في الإيمان، ولكن البحث عن ما نشترك فيه، ولعل أول من سبق ونادي بهذه الفكرة ونبه العالم لفكرة الحوار وقبول الآخر هو قداسة البابا شنودة الثالث ففي عام 1977م حينما ظهر ما يسمي بمشكلة الردة وتم إجتماع قداسة البابا والآباء الأساقفة مع آئمة الدين الإسلامى والسادات، أن طلب قداسة البابا من الحاضرين أن تصدر كتبا مشتركة في القضايا المشتركة مما يدعم روابط المحبة والوحدة بين الناس.
وهكذا أخى الحبيب قال رب المجد لا يضع أحد سراجا تحت مكيال بل فوق المنارة لينير للناس (لو8: 16)، وهكذا فأنا أطلب إليك بمحبة المسيح لا تقاطع شخص مقاطعة نهائية فإن لم تكن بحاجة اليه اليوم فأنت بحاجة ملحة إليه غدا، وأخشى أن اقول لك - ليس تهديدا إنما محبة - لعل هذا الغد يأتي وأحدكما ليس بهذا العالم فماذا ستفعل؟ ولا تفهم كلامى السابق أن تتسامح أو تتهاون في حقك المسلوب، لم أقل لك هذا فالتسامح له شروطه أو قواعده وهذا محور حوارى معك في الحوار القادم.

ولكن إلى أن نتحاور ثانية لا تنس حوارك
اليومى مع الله
واضعا ضعفي فى هذا الحوار أمام الله

الرب معكم.. كونوا معافين

التقدمة الحقة



في مدينة لندن التقي مسيحي بيهودي أرثوذكسي غني جداً. ويُعرف عن اليهود الأرثوذكس اهتمامهم الجاد بتنفيذ الشريعة قدر المستطاع. تساءل المسيحي في نفسه.. هل يدفع هذا اليهودي عشور كل ما يكسبه؟!
في حديث ودي سأل المسيحي صديقه: "ما هي طريقة عطائك لله؟ هل تدفع عشور دخلك؟".
أجابه اليهودى: "إن كنت أدفع عشور كل دخلي لا أكون قد قدمت شيئا لله!".
سأله المسيحي: "كيف هذا؟".
جاءت الإجابة: "إن العشور ليست ملكي بل هي ملك لله، فإن ما أقدمه فوق العشور هو العطية التي أقدمها لله!".
خجل المسيحي من الإجابة، إذ وجد يهوديا ارتفع من وصية الناموس إلى الوصية الإنجيلية!

إن قدمت عشور وقتي ودخلي،
لا أكون قد قدمت شيئاً.. فهذا حقك!
لأقدم لك قلبي وكل حياتى.
بالحب أقتنيك وأطلب أن تقتنيني،
أنت لي وأنا لك، هب لي أن أكون نصيبك،
فأنت نصيبي.. هكذا قالت نفسي.

عليك بركة ألبسها، قصة حقيقية مع أبونا ميخائيل إبراهيم



إذ إزدحمت الكنيسة بالمصلين في ليلة العيد، لاحظ أبونا القمص "ميخائيل إبراهيم" شاباً يخرج من حجرة الشمامسة وقد تسللت الدموع من عينيه.

ذهب إليه في هدوء وابتسامة، وربت على كتفيه وهو يسأله عن سبب حزنه. لم يُرد الشاب أن يتكلم، لكن أبانا صمم أن يعرف السبب، فقال له الشاب: "لقد أتيت يا أبي متاخراً وكنت أود أن أخدم شماسًا في ليلة العيد، لكنني لم أجد التونية. لعل أحد الشمامسة الغرباء أخذها ليشترك في الصلاة".

أمسك أبونا بيد الشاب، ودخل به إلى حجرة الكهنة وقدم له تونيته، فرفض الشاب تماماً، لكن أبانا أصرّ أن يلبسها الشاب، قائلاً له: "عليك بركة ألبسها وأخدم، ولا تحزن. أفرح لأنه لا يصح أن تحزن في هذا اليوم!".

المحبة الحقيقية



كان "عادل" تلميذا مهذبا ووديعا، متفوقا في حياته الدراسية بل والروحية أيضا، مواظبا على حضور القداسات والتناول من جسد الرب ودمه وقراءة الإنجيل، مداوما على حضور مدارس الأحد وكان مشهودا له من الجميع.

لكن عدو الخير لا يترك أولاد الله ناجحين في حياتهم الروحية، بل يحسدهم على رضا الله والناس عنهم، ويحاول إيقاعهم في الخطية ليبعدهم عن الله.
فحرك زميلا له بالفصل معروفا باستهتاره وسوء سلوكه ليتقرب من "عادل" بحجة حاجته لمعاونته في فهم ما غاب عنه من دروس. وسرعان ما توطدت الصداقة بينهما، ونظرا لأن المعاشرات الرديئة تُفسد الأخلاق الجيدة، فقد تحوّل "عادل" إلى ولد مستهتر كثير اللعب، كثير التغيب عن المدرسة، وهبط مستواه الدراسي بصورة ملحوظة، وبدأت شكوى والديه منه. ولكن الله لا يترك أولاده، فقد لاحظ "مرقس" - وهو زميل له بفصله - كثرة تغيب "عادل" عن المدرسة وعن فصل مدارس الأحد.

فبعد أن كان "عادل" مضرب المثل في الأخلاق والنظام والتفوق، محبوبا من الجميع، أصبح مكروها من الجميع منبوذا. فآلم ذلك "مرقس" جداً، وأخذ يُصلي بحرارة من أجله، وبين له خطورة الطريق الذى يسير فيه، وأخذ يقسو عليه تارة وتارة أخرى يُبين له حنان الله ومحبته.

وأخيراً.. شعر "عادل" بخطئه، وندم على ما بدر منه، وذهب إلى أب اعترافه ليبدأ صفحة جديدة وليرجع كما كان أولاً أميناً في دراسته وأميناً في علاقته بالله.

ومن تلك اللحظة، أصبح "عادل" و"مرقس" صديقين حميمين لا يفترقان. فحقاً قال الكتاب: "أمينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو" (أم27: 6).

المحبة الباذلة، قصة حقيقية



في أحد معسكرات مدارس الأحد، قام الخادم المسئول بتوزيع العمل بالمطبخ كما هي العادة على الأولاد لتنظيفه بعد كل وجبة ليشترك جميع الأولاد بالتناوب على مدى أيام المعسكر. ومنذ أول يوم، استأذن منه أحد الأولاد للعمل مع المجموعة التي عليها الدور، فسمح له الخادم وقد أخفى الدهشة في قلبه.

ولكنه أخذ يتابعه ويلاحظه، فوجده يأخذ الأعمال الشاقة من إخوته، وكان يتكفل دائما بغسل الأطباق والأوعية الكبيرة التي يُعد فيها الطعام، وكان يفعل هذا بكل سرور.

وفي اليوم الأخير من المعسكر، أخذ الأولاد يُعدون حقائبهم، أما هو فأعد حقيبته بسرعة، ثم أخذ أوعية القمامة يُفرغها، وبعدها بدأ في ترتيب الأواني وغسل ما كان غير نظيف حتى ترك المطبخ في حالة ممتازة.

وفي الختام، عقد الخادم استفتاء كتابي بين الأولاد لاختيار الولد المثالي، ففاز باللقب ثلاثة أولاد كان أحدهم هو.
كان هذا الولد مثالًا رائعا للمحبة التي تبذل ولا تطلب ما لنفسها…
يتعب لكي يرتاح إخوته.. وفي كل هذا كان في منتهى الفرح واللهفة لكي يعمل أعمالًا أخرى…
فحقًا قال الإنجيل: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35).

من يدك أعطيناك



في أوائل هذا القرن، نزل أحد القسوس إلى مدينة من المدن ليجمع مساعدة لعمارة كنيسته، ورافقه في جولته أحد أعضاء كنيسة المدينة. توجها رأسًا لأغني  رجل في المدينة، وبعد التحيات عرض الأب الكاهن على الغني مشروعه.. فظهر العبوس على وجه الغني، وألقي محاضرة طويلة في كثرة طالبي المساعدة، وقال: "كل شوية واحد طالع وواحد داخل والواحد مش عارف يعطي مين ولا يرفض مين".
وبعد هذه "العلقة" الطيبة، قال بوجه "مكشر" لوكيل دائرته: "أعطيه جنيه". وأخذ القس الجنيه وسار في طريق المحطة متألمًا، ولكن رفيقه قال: "هنا أرملة طيبة، فلماذا لا نزورها ونطلب منها؟".

فإجاب القس: "إن كان غنيكم الكبير دفع جنيهًا بعد محاضرة طويلة، فأرملتك تدفع بعد سنة خمسة قروش".
فأجابه رفيقه: "تعال فإن الخمسة قروش تنفع في شئ ولا تضر".
ذهب القس كارهًا، وقابلتهما الأرملة مُرحبة، وعرض رفيق القس الموضوع. فلما سمعت كل شئ، أشرق وجهها وقالت: "أساعدك في المشروع؟! من أنا حتي أساعد؟ الله يساعد!". ثم قامت إلى خزانتها، واستعد القس أن يكتب وصلاً بعشرة قروش أو بريال على الأكثر..

وإذا بها تقدم له عشرة جنيهات ذهبية.. لاحظت الأرملة اندهاش القس وسألته عن سببه، فقص لها قصته مع الغني، فأجابته: "لا تندهش، فإن الغني دفع أكثر مما يستطيع لأنه دفع من ماله هو، وجنيه من ماله هو كثير، أما أنا فلم أدفع لك من مالي أنا بل من مال الرب ولذلك عشرة جنيهات لا تؤثر علي لأنها ليست لي".
وخرج القس في ملء التعزية مُسبحًا…

حقًا يا أبانا السماوي "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (1أي29: 14).

الجمعة، 13 يناير 2017

مشاجرة المحبة، قصة حقيقية



ذهب الخدام كالعادة لإحدى الدورات البعيدة عن الكنيسة، وبدأوا فى تجميع الأولاد انتظارًا لميكروباص الكنيسة في المكان المحدد المتفق عليه. ولكن بمرور الوقت، أحس الخدام أن الميكروباص قد تأخر على خلاف العادة، وأنه ربما حدث شئ ما.

وفجأة.. وجدوا أمامهم الخادم المرافق للميكروباص مستقلاً "تاكسى"، وقف أمامهم وأخبرهم أن الميكروباص قد تعطل، وقد أسرع بتأجير "تاكسى" لإحضارهم.

المشكلة التي واجهت الخدام هي أن "التاكسى" لن يعود مرة اخرى، وظهرت المشكلة الثانية حينما تسابق الجميع على ركوب "التاكسى"، وإتضح أنه لن يسع كل هذا العدد، وقد تأخر الوقت جدا.

فقرر الخدام ركوب بعض الأولاد والبقية سوف تذهب للكنيسة بالمواصلات مع الخدام.


وهنا بدأت المشاجرة لكنها من نوع جديد، فبدأ الأولاد يتشاجرون عمن ينزل من "التاكسي" لشعوره أن بقية إخوته لا يستطيعوا أن يقفوا أكثر من ذلك، في حين أنه يستطيع أن يقف أو أن يستقل أي مواصلات، ونزل تقريبا نصف من كانوا "بالتاكسى" حتى يركب الآخرين. وكانت بذلك مشاجرة محبة وكل واحد يفضل أخيه عن نفسه حتى وإن تعب هو قليلا. وأخيرا وصل الجميع إلى الكنيسة بعد أن أعطوا مثالا واضحا للمحبة والبذل التي علمها لنا السيد المسيح نفسه حين قال: "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11)، وقدم نفسه وبذلها من أجلنا لكي يعلمنا نحن الخراف أن المحبة هي في العطاء والتضحية والبذل.

ثلاث حقائق حول فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا…. أنا قد غلبت العالم



ما يدور حولنا من أحداث صعبة، لعنف ودم ودمار، يشعرنا بالألم والظلم والغضب.. ومشاعر كثيرة مختلفة، وربما متضاربة؟، تسيطر علينا في مثل هذه الظروف والأحداث. لذلك يجب علينا أن ننتبه للمصدر الوحيد لتعزيتنا وقوتنا وتشجعينا، الذى يجعلنا ننظر لمثل هذا المصدر هو كلمات الله في الكتاب المقدس:

الحقيقة الأولى:
حزنكم سيتحول إلى فرح "إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضنى قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم؟، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذى قلته لكم: ليس عبد أعظم من سيده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. لكنهم إنما يفعلون لكم هذا كله من أجل اسمى" (يوحنا 15: 18- 21).

"قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله. وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفونى. لكني قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أني أنا قلته لكم. ولم أقل لكم من البداية لأنى كنت معكم" (يوحنا 16: 1- 4)

الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح. فأنتم كذلك، عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم. (يوحنا16: 20، 22)

الحقيقة الثانية:

لن يفصلنا شئ عن محبة المسيح

من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب: "إننا من أجلك نُماتُ كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح".

ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا. فإني متيقن أنه: لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع ربنا. (رومية8: 35- 39)

الحقيقة الثالثة:
الله هو ملجأنا الوحيد

الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا. لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار. رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب. (مزمور46: 1، 2، 11)

أريد يسوعك..!، قصة حقيقية



كانت هناك سيدة صينية فقيرة تعاني آلامًا مبرحة من قرحة خبيثة في ذراعها، وكانت ترفض قبول المسيح الذي بشرتها به ممرضتها المسيحية. وقرر الطبيب أنه إذا أعطي أحد هذه المريضة رُقعة من جسدة وبعض دمه لتُحقن له، فهناك رجاء في شفائها.

فاستدعت المريضة ابنها وطلبت منه أن يُعطيها قطعة صغيرة من جسده وبعض دمه؟، فأبي تلبية طلبها مما أحزن قلبها جدًا، فصارت تبكي بمرارة، وتذرف الدموع يومًا بعد يوم.

وبعد أيام، شاهدتها الممرضة تبكي، فعرضت عليها أن تقبل قطعة من جسدها وبعض دمها لكي تُشفي من دائها، فتأثرت المريضة جدًا..!!

وبدأت تباشير النجاح تزداد يومًا فيومًا؟، إلى أن بدت عليها رقعة بيضاء مكان القُرحة.

وذات يوم، كانت تبكي بشدة وهي تنظر إلى ذراعها، فشاهدتها الممرضة وسألتها عن سبب بكائها، فأجابت: "إني أنظر إلى هذه الرقعة البيضاء على ذراعي وأفكر في إعطائك لي من لحمك ومن دمك لكي يبرأ جسدي الحقير المصاب بالقرحة. فما هو الدافع على عملك هذا؟!".

أجابتها الممرضة قائلة: "إني قمت بذلك في سبيل محبة يسوع لأنه بذل حياته عني؟، وهو يعطيني جسده ودمه على المذبح لكي ما تبرأ نفسى المريضة بالخطية والإثم"، فعادت المرأة تبكي من جديد بكاءًا شديدًا شاخصة إلى الممرضة وهي تقول: "أيتها الممرضة إني أريد يسوعك هذا لي أنا أيضًا.. مادام هو الذي دفعك لمحبتى بهذه الكيفية مع أن ابني رفض إنقاذ حياتي".

ومن تلك اللحظة اعتنقت المسيحية، وصارت إنسانة حارة في عبادتها لله، وهكذا فإن هذه الممرضة أخذت فكر المسيح في الخدمة وهو المحبة التي اجتذبت بها الكثيرين للمسيح من أجل اتساع قلبها وحبها المتدفق.

الله يستجيب، قصة حقيقية بطلتها بنت فى فصل الملائكة!!



"مارى" بنت من بنات مدارس الأحد في فصل الملائكة، وكانت ذكية جدًا ومحبوبة من أسرتها، ولكن يشاء الله أن تسقط من الدور الرابع ويحدث لها ارتجاج شديد بالمخ ونزيف داخلى وعدم القدرة على النطق والحركة لمدة زادت عن سنة في إحدى المستشفيات.

وهنا ظهرت محبة زملائها وزميلاتها لها في فصل الملائكة، ففي يوم مدارس التربية الكنسية اجتمع الأطفال كلهم والخادمة وصلوا للرب يسوع، ثم وقفوا أمام كل أيقونة من أيقونات القديسين في الكنيسة وعملوا تمجيد لكل قديس هكذا، أمام أيقونة السيدة العذراء مثلًا يقولوا، "السلام لكِ يا ستي يا عذراء لا تنسي ماري في صلاتك آمين"، وهكذا أمام كل صور القديسين.

وتحدث المعجزة، ونسمع عن تطور العلاج مع "مارى"، فأصحبت تنتبه إلى ما حولها، وأصحبت تأكل وتشرب وتتحرك وتتكلم.
والحمدلله الذى استجاب لصلوات زملائها وزميلاتها المحبين لها كما علمنا السيد المسيح:

"إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أى شئ يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات" (مت18: 19).

سر السعادة..! قصة حقيقية بطلها جندى هولندى أصيب أثناء الحرب



يحكى لنا هذه القصة جندى هولندى أُصيب أثناء أحد الحروب برصاصة في قدمه، ودخل المستشفي للعلاج، كانت حياته بعيدة تمامًا عن الله.
يقول: "كانت المستشفى التى وُضعت فيها تحت إدارة راهبات يُشرفن علي خدمة المرضي بمنتهي الرقة والحنان والمحبة، لم تفارق الإبتسامة وجوههن، مهما كانت الأعمال المكلفات بها من كنس الأرض، وتنظيف الحمامات، وتبديل ثياب المرضى المتسخة، وتضميد جراح المصابين.

لم أسمع منهن أي لفظة تذمر أو تأفف، فسألت إحداهن يومًا - وهي تقوم بخدمتي - عن سبب سعادتها وسعادة زميلاتها، وروحهن الطيبة، وابتسامتهن العذبة، فأجابت: "سؤالك غريب يا صديقي!! ألا تعرف الجواب، وأنت شاب طيب من عائلة مسيحية؟ إنها محبة المسيح التي تدفعنا لخدمة البشر وتقوينا".

لمعت عيناها وهي تُجيب؟، فعلمت أن محبة المسيح هي كل شئ في حياتها. وتابعت حديثها قائلة: "كتابك هذا يوفر لك الجواب الكامل".

ووضعت يدها باحترام على الكتاب المقدس القديم الذى كان موضوعًا بجانبي ولم أقرأ فيه أبدًا!

ظلت هذه الكلمة ترن في أذني: "كتابك هذا يوفر لك الجواب الكامل". فالتقطت الكتاب المقدس من جانبي بعد إهمال طويل.

ووضعته على صدري، ورحت أقلبه بأحد أصابعي، إلى أن فتحته على سفر التكوين، وبدأت أقرأ، لعلي أعرف سعر سعادة هؤلاء الراهبات، وكانت هذه هي أول خطوة في حياتي الحقيقية مع المسيح".

هذه القصة التي حدثت في أواخر الأربعينات صاحبها لا يزال حيًا، وقد صار من أكبر المبشرين بالمسيح في العالم، والقصة تكشف لنا عن سر سعادة الذين يعيشون مع المسيح.

وفي كل جيل الكتاب المقدس هو حجر الزاوية الذى ترتكز على أساسه حياة المسيحيين الحقيقيين.


كم من وقت يأخذ الإنجيل المقدس فى برنامجك اليومي؟!

من يلعب أولا



حدث فى احد ايام النادى الصيفى بالكنيسة أن ذهب "سامح" واشتكى لأحد الخدام بأن بعض الأولاد عندهم أنانية كبيرة، فهم لا يريدونه أن يلعب معهم، وأن "هانى" لا يريد أن يعطه مضرب تنس الطاولة حتى يستطيع أن يلعب. فاتفق الخادم معه أنه عندما يجئ ميعاد لعبه، سيلعب هو معه، وذهب الخادم وتكلم مع "هانى"، فوافق أن يُعطه المضرب لكن ليس عن حب بل عن خجل من الخادم، على أن يلعب هو معه مباراة بعد أن تنتهي مباراة "سامح".

وعندما جاء ميعاد اللعب، تقدم الخادم ومعه "سامح" للعب المباراة، لكن وقعت المفاجاة من "سامح" الذى رفض اللعب أولاً، وتقدم إلى "هاني" الذى رفض أن يلعب هو أولا لأنه دور "سامح".

فزاد إصرار "سامح" أن يلعب "هانى" أولاً، ولعب "هانى" أولاً.

وبعد انتهاء المباراة جرى وأعطى "سامح" مضربه، لكن هذه المرة في محبة كبيرة.

وبذلك قدم لنا "سامح" كيف تكون المحبة، وعرف كيف يتغلب على الأنانية ويحولها إلى محبة بحفظه لوصية السيد المسيح والعمل بها.

"هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم" (يو15: 12).

العبيط.. قصة حقيقية



بمجرد أن يدخل اى مكان، بمنظره المميز وببيجامته القديمة الخضراء، كان الناس يضحكون عليه ويسخرون منه في قسوة بالغة، وتتعالى تعليقاتهم الساخرة، وكأنه ليس من خليقة الله.

كنت أشاهد ذوى القلوب الرحيمة يعطفون عليه بإحساناتهم، وفى مرة ذهبت لكنيسة بعيدة، وبينما كنت أتحدث مع أحد الخدام هناك شاهدت ذلك (العبيط) فاستغربت لذهابه الى هذه الكنيسة!!

فابتسم ذلك الخادم وقال لى: "عاوز تعرف بييجى ليه المنطقة البعيدة دي، أصله بييجى يوزع حاجات على ناس فقراء هنا..".

دهشت لهذا الكلام، فهو لا يأخذ إحسان الناس لنفسه، لكنه يوزعه على الفقراء فى مناطق لا يعرفه فيها أحد!

جسد المسيح



كنت فى حوار مع احدى المكرسات التى كرست حياتها لخدمة المقعدين والمطروحين على الفراش دون حركة.

وهي خدمة من أصعب أنواع الخدمات، فهي مطالبة أن تُحمي المريض يوميًا، وتغير له ملابسه لأن مثل هؤلاء المرضي غالبًا لا يمكنهم التحكم في عملية التبول والتبرز، ولا بد من تحركهم المستمر على السرير لتفادي حدوث قرح الفراش والالتهابات الجلدية المختلفة بجانب الاهتمام بعلاجهم وأكلهم وشربهم.

فقلت لها: "كيف تستطيعين أن تتحملي هذه الخدمة؟ كيف لا تتأثري ونفسك لا تتأثر بالروائح الكريهة في حالات التبول والتبرز اللاإرادى؟ كيف لا تملي من طلبات هؤلاء المسنين المستمرة في كل وقت؟".

كان ردها عجيباً قالت لي: "في بداية خدمتنا كان الموضوع صعبًا، لأنى كنت أتصور أنى سأشرف على هذه الخدمة، وأن هناك عاملات سيقمن بهذه الأعمال.

ولكننى فوجئت في أحد الأيام بدخول الأب الكاهن المسئول عن هذه الخدمة، وعند مروره على المرضى، وجد إحدى المريضات مصابة بقرح الفراش، وآخر لم يتم تغيير ملابسه رغم أنه تبول على نفسه، ففوجئنا بقرار عجيب جدا هو حرماننا كلنا من هذه الخدمة! وأبونا قال بالحرف الواحد: "أنتم لا تستحقوا أن تخدموا جسد المسيح، أنا سوف أقوم بنفسى بخدمة جسد المسيح".

وفعلا ظل أبونا لمدة ما يقرب من أسبوع يقوم بمفرده بمراعاة هؤلاء المرضى جميعهم، ويُغير لهم ملابسهم، ويتابع علاجهم وحركتهم في السرير وكنا ننظر له بإعجاب.

وبعد أسبوع، دخلنا لأبونا نبكي بحرارة، ونطلب منه أن يصفح عنا، ويسمح لنا بالرجوع لهذه الخدمة، إذ شعرنا أننا حُرِمنا من خدمة ولمس جسد المسيح.

ومن هذا اليوم تعلمنا مفهوم هذه الخدمة، فنحن حينما نقوم بهذه الأعمال نضمد جراحات جسد المسيح ونتمتع بلمس جسد المسيح، فننسى كل التساؤلات التي سألتها قدسك بل نصبح في منتهي السعادة ونحن نعمل هذه الأعمال".

يا ليتنا نشعر بمثل هذه المشاعر مع أقرب الأقربين لنا مع آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ولا ننس أنهم في يوم من الأيام كانوا يقومون بخدمتنا.


كنت مريضًا فزرتمونى



أتذكر هنا قصة  لأستاذة طبيبة غير مسيحية، ولكنها وقفت مبهورة أمام المحبة المسيحية!!

فتحكي هذه الدكتورة بإعجاب عن صديقة لها مسيحية أُصيبت بمرض السرطان، ودخلت المستشفى للعلاج، وكانت حالتها الصحية والنفسية سيئة جدًا، وكانت تقوم هذه الأستاذة الدكتورة بالإشراف على علاجها.

فكانت تفاجأ كل يوم بمجموعة شابات عند صديقتها المريضة، يخففون من آلامها، ويصلون معها، ويقرأون معها في الكتاب المقدس قصصًا مُعزية مُفرحة عن الرب يسوع الذى كان يجول يصنع خيرا ويشفى كل مرض فى الشعب، فكانت تسأل الدكتورة صديقتها: "مين دول؟".

فكانت تتعجب أنهن من شابات الكنيسة اللاتى يهتممن بخدمة المرضى. بل والأعجب من ذلك، أنه كان لابد أن تظل إحداهن مع السيدة المريضة فتقوم بخدمتها وقضاء احتياجاتها ومساعدتها فى كل شئ بفرح عجيب وسعادة غامرة.

وكانت الطبيبة غير المسيحية تتأمل خدمة هؤلاء الشابات، وتسأل صديقتها المريضة؟: "هل تربطك بهم قرابة جسدية؟"!

فتتعجب حين تعرف أنه لا توجد قرابة.

وحينما كانت تسأل وتتعرف على الشابات اللاتى يخدمن صديقتهن، كانت تتعجب حينما تعرف أنهن طالبات جامعيات أو سيدات من عائلات كبيرة وذى مركز فى المجتمع، فأخذت هذه الطبيبة تتأمل فى المحبة وتتساءل، ماذا يدفع هؤلاء لهذه الخدمة؟! وخاصة أنه ليس هناك رابط جسدى أو مصلحة مادية؟! بل والأعجب أنهن يُقدمن الخدمة وهن فى منتهى السعادة والفرح!!

فعرفت أن هناك رباط أقوى من الرباط الجسدى، عرفت أننا جميعا نمثل جسد المسيح إذا تألم عضو تتألم بقية الأعضاء، وأن الإنسان المسيحى حينما يقدم خدمة يقدمها بفرح ولا ينتظر مقابل، لأنه يقدم هذه الخدمة تعبيرا عن حبه لمخلصه ربنا يسوع المسيح. فبدأت هذه الطبيبة المشهورة تشهد لهذه الخدمة والإيمان العظيم والحب المسيحى الحقيقى.

وهكذا نرى أيها الأحباء أن تنفيذ وصية المسيح هو أقوى كرازة وأقوى شهادة لجمال وصحة إيماننا.