Our social:

السبت، 14 يناير 2017

من يدك أعطيناك



في أوائل هذا القرن، نزل أحد القسوس إلى مدينة من المدن ليجمع مساعدة لعمارة كنيسته، ورافقه في جولته أحد أعضاء كنيسة المدينة. توجها رأسًا لأغني  رجل في المدينة، وبعد التحيات عرض الأب الكاهن على الغني مشروعه.. فظهر العبوس على وجه الغني، وألقي محاضرة طويلة في كثرة طالبي المساعدة، وقال: "كل شوية واحد طالع وواحد داخل والواحد مش عارف يعطي مين ولا يرفض مين".
وبعد هذه "العلقة" الطيبة، قال بوجه "مكشر" لوكيل دائرته: "أعطيه جنيه". وأخذ القس الجنيه وسار في طريق المحطة متألمًا، ولكن رفيقه قال: "هنا أرملة طيبة، فلماذا لا نزورها ونطلب منها؟".

فإجاب القس: "إن كان غنيكم الكبير دفع جنيهًا بعد محاضرة طويلة، فأرملتك تدفع بعد سنة خمسة قروش".
فأجابه رفيقه: "تعال فإن الخمسة قروش تنفع في شئ ولا تضر".
ذهب القس كارهًا، وقابلتهما الأرملة مُرحبة، وعرض رفيق القس الموضوع. فلما سمعت كل شئ، أشرق وجهها وقالت: "أساعدك في المشروع؟! من أنا حتي أساعد؟ الله يساعد!". ثم قامت إلى خزانتها، واستعد القس أن يكتب وصلاً بعشرة قروش أو بريال على الأكثر..

وإذا بها تقدم له عشرة جنيهات ذهبية.. لاحظت الأرملة اندهاش القس وسألته عن سببه، فقص لها قصته مع الغني، فأجابته: "لا تندهش، فإن الغني دفع أكثر مما يستطيع لأنه دفع من ماله هو، وجنيه من ماله هو كثير، أما أنا فلم أدفع لك من مالي أنا بل من مال الرب ولذلك عشرة جنيهات لا تؤثر علي لأنها ليست لي".
وخرج القس في ملء التعزية مُسبحًا…

حقًا يا أبانا السماوي "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (1أي29: 14).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق