Our social:

السبت، 14 يناير 2017

من أجمل أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم


"صار ابن الله ابناً للإنسان، لكي يصير أبناء الإنسان أبناء الله.. ولذا صارت العلامة المميزة للمسيحيين الحقيقيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية إنما في تجديد القلب وسلام الأفكار والمحبة والشهوة السماوية للرب".
في المعمودية لم يجعلنا ملائكة ولا رؤساء ملائكة، بل أبناء الله المحبوبين لديه.

والآن ردنا الوحيد هو أن نبادله حب بحب ونعلن بوضوح إننا مواطنون سمائيون ونطيع وصاياه "إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى" (يو14: 15)..

في العهد القديم عاش الشعب تحت تهديدات عقوبات الناموس في خوف كعبيد.

وكانت المكافأة أموراً أرضية. ولكن في العهد الجديد لم تعد مكافأة الوصية أموراً زمنية ولا عقابها زمنياً، إنما قدمت الوصية للبنين، ليكون الله نفسه هو مكافأتنا، ننعم به أباً أبدياً."

كيف عبر العهد القديم عن عقيدة الثالوث؟



أولا: في اللغة العربية نستطيع أن نعبر عن احترامنا لمن نتحدث معه باستخدام صيغة الجمع: حضراتكم.. نشكركم..
أما في اللغة العبرية التى كتب بها العهد القديم فلا يوجد بها استخدام لصيغة الجمع للتعظيم.

ومع ذلك نجد الكتاب المقدس يضع اسم جمع لكلمة "الله" في العهد القديم وهي "إلوهيم"، مع تأكيده على الوحدانية "الرب إلهنا رب واحد" (تث6: 4) وذلك للتعبير عن الثالوث القدوس في الله الواحد.

ففي بداية سفر التكوين: "في البدء خلق (مفرد) الله (إلوهيم) السموات والأرض. (تك1:1).
"وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك1: 26)، (تك3: 22)، (تك11: 6، 7)، (إش6: 8)، (إش42: 1).

ثانيا: سجل الكتاب المقدس على لسان السيد المسيح إرسال الآب والروح القدس له للعالم ليتجسد ويقوم بالفداء: "الآن السيد الرب (الآب) أرسلنى وروحُه (بضم الحاء)" (إشعياء48: 16)، فالروح القدس ورد في هذا النص في صيغة الفاعل وليس المفعول به، أى هو والآب قد أرسلا الابن إلى العالم.

كيف مهد الله للإنسان في العهد القديم فهم عقيدة الثالوث؟



أولاً: الإعلان عن الله كأب للإنسان:
أبهذا تكافئ الرب… أليس أنه هو أبوك (تث32: 6).
ارجعوا أيها البنون المرتدون (إر3: 1)، (إر31: 9)، (ملا1: 6).

ثانيا: الأعلان عن السيد المسيح وتجسده:
"يدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش9: 6).
"يدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (إش7: 14)، (مت1: 23).
"ابن إنسان.. لتتعبد له كل الشعوب." (دا7: 13، 14)، (أم30: 4)، (أم8: 27)، (مز110: 1).

ثالثا: الإعلان عن الروح القدس:
"روحك القدوس لا تنزعه منى." (مز51: 11)
"روح الله صنعنى" (أيوب33: 4)، (تكوين1: 2)، (نحميا9: 20)، (إشعياء63: 10).

تشبيه الثالوث بالنار

الله الثالوث يشبه النار (مثل ظهور الله في العليقة في شكل نار)، النار يخرج منها نور، ويتولد منها حرارة، ومع ذلك فالنار والنور والحرارة كيان واحد.. بينما النور الخارج منها هو غير الحرارة الخارجة من نفس النار.

"يجب أن نفهم أن كل الأمثلة والتشبيهات موضوعة فقط لتقريب الحقيقة وكلها لا تعبر تعبيرا مضبوطا عن سر الثالوث لأن الأقانيم ليسوا عناصر أو أجزاء في الله أو صورا أو وظائف له بل هم أشخاص غير منفصلين في الجوهر أو الكينونة ولهم لاهوت واحد وطبيعة إلهية واحدة."

كتاب: شرح قانون الإيمان - القمص عبد المسيح ثاؤفيلس
مراجعة نيافة الأنبا بيشوى ونيافة الأنبا موسى.

وحدانية الثالوث

نحن نؤمن بإله واحد ونعلن ذلك في قانون الإيمان "نؤمن بإله واحد…" وعندما نرشم الصليب نقول "بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد امين" فنحن نعترف ان الله واحد مثلث الأقانيم.

ويقول قداسة البابا شنودة الثالث: "إن مشكلة الذين يتكلمون عن التثليث أنهم يفصلونه عن التوحيد، وهذا يؤدي بهم أن يظنوا أننا نؤمن بثلاثة آلهة ولكن هذا يخالف الحقيقة، لأننا نؤمن بإله واحد. والمراد بوحدانية الله أنه لا يوجد له نظير في الألوهية مطلقا وأن له جوهرا واحدا، غير قابل للتجزئة والانقسام. هذا الإله الواحد في الجوهر له ثلاثة أقانيم فهو واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد فنحن لا نجمع 1+1+1=3 ولكن نقول 1×1×1=1 إله واحد." (1يو5: 7).

"الذى رآني فقد رأى الآب (جوهر واحد). أنا في الآب والآب فيّ (1×1=1 الوحدانية) الكلام الذى أكلمكم به لست أتكلم به من نفسى لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال." (يو14: 7- 11)، "كل ما لللآب هو لي." (يو16: 15)، "أنا والآب واحد (جوهر واحد)" (يو10: 30)، (يو16: 13)، (يو1: 18). وقيل عن الروح القدس (مت10: 20)، (غل4: 6)، (رو8: 11)، (1كو2: 10).

يقول القديس كيرلس الإسكندرى: "حتى وإن أظهرنا أننا ننسب لكل أقنوم على حدة عملاً مما يحدث لنا أو للخليقة، ولكن علينا أن نؤمن أن كل شئ هو من الآب خلال الابن فى الروح القدس". بعض شواهد الشركة فى العمل (يو9: 4)، (يو5: 19)، (يو16: 13)...

بدعة سابليوس، هل سمعت عنها من قبل؟!



رفضت الكنيسة بدعة سابليوس الذى قال: أنه يوجد أقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب له ثلاث صفات: الكينونة والعقل والحياة.

أما إيماننا فهو: أن لكل أقنوم القدرة على خلق علاقات وتبادل الصلات بينه وبين الآخرين. وله المقدرة أن يسمع ويتكلم ويختار ويدعو.. وأيضا الكتاب المقدس وصف كل أقنوم بصفات وأسماء لا تطلق إلا على الله فقط.
وقد استعنا بكتاب "الثالوث الذي به نؤمن" الكلية الإكليريكية - البلينا.

إعلان الثالوث في الإنجيل



1- أثناء التجلي "صوت من السحابة (الآب) قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (مت17: 5)
2- أثناء عماد السيد المسيح وتُسميه الكنيسة عيد الظهور الإلهي "نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت (الآب) من السماء قائلا: "انت ابنى الحبيب بك سررت" (لو3: 22).
3- قال السيد المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).
4- قال السيد المسيح عن الروح القدس "روح الحق، الذى من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي (الابن)" (يوحنا15: 26).
5- "الآب، والكلمة (الابن)، والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يوحنا5: 7).
6- "لأن به (الابن) لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الآب (أفسس2: 18).
7- "نعمة ربنا يسوع المسيح (الابن)، ومحبة الله (الآب)، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كورنثوس13: 14).
8- "وأنا (الابن) أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق." (يو14: 16، 17).
9- ثم بما أنكم أبناء أرسل الله (الآب) روح ابنه (الروح القدس) إلى قلوبكم صارخا يا آبا (أبانا) الآب". (غل4: 6).
10- "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله." (لو1: 35).

الثالوث فرحي



القديس إغريغوريوس يقول: "الثالوث فرحي"..
فعقيدة الثالوث هي معينة لنا على فهم طبيعة الله المحب فنستطيع أن نؤمن أن الله قريب من النفس البشرية ومن هنا تكون علاقتنا معه ممكنة وغير مستحيلة وبذلك يكون هناك اتصال وشركة.

لذلك كل إنسان مسيحى يعرف الله ويحبه ويشعر به ويتعامل معه في حياته، فالله ليس اسماً مجرداً أو فكرة في الذهن لكنه الاله الحقيقي الذي ينشغل بخليقته فهو الراعي الصالح (يو10: 11) الذى يهتم بخلاص كل إنسان (1تي2: 4)، وحبه اللانهائي هو الذى جعله يخلصنا من الموت ومن قبضة الشيطان ويعطينا نعمة البنوة والحياة الأبدية (يو3: 16).

فالله ليس واحد مصمت منعزل جامد، بل الله ثالوث كله حب.. الله يتفاعل ويتحدث ويتحاور، حديث حب. "الآب يُحب الابن" (يو5: 20)، وأيضا قال السيد المسيح "أني أحب الآب" (يو14: 31) وكل صلوات الكنيسة نرفعها لله الواحد المثلث الأقانيم فمثلا في القداس بعد اختيار الحمل يلفه الكاهن ويرفعه على رأسه ويقول "مجداً وإكراماً إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس".

كيف مات المسيح وقام؟



موت أى إنسان هو انفصال الروح عن الجسد. وعندما مات السيد المسيح انفصلت روحه الإنسانية عن جسده ولكن ظل اللاهوت متحدًا بجسده وروحه الإنسانية لذلك لم يرى جسده فسادًا في القبر ثلاثة أيام حتى رجعت الروح واتحدت بالجسد وقام السيد المسيح بقوة لاهوته.

كما نقول في القداس الالهي:
"أن لاهوته لم يُفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين"

ما هي عقيدة الفداء؟



دار هذا الحديث بين أب كاهن ومجموعة من الفتيان، ينقلون فيه تساؤلات العالم من حولهم، والحروب التى توجه ضد عقيدة الفداء.

مينا: نعلم يا أبونا أن البشرية أخطأت متمثلة في شخص آدم وحواء ولكن أليس إلهنا كله محبة، فلماذا لم يُسامح آدم وحواء وتنتهي المشكلة؟
أبونا: لأن ربنا لو سامح آدم وحواء يكون هذا ضد عدله لأن وصيته لآدم "لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك2: 17).
"أجرة الخطية هى موت" (رو6: 23).
فكيف يضع الله قانونا ويخالفه؟!

+آدم أخطأ ولابد أن يقع عليه حُكم الموت الجسدي، وأيضا الانفصال عن الله، والحرمان من المجد الأبدى والحياة مع الله.
+أضف إلى ذلك أن الخطية أفسدت طبيعة الإنسان بعد أن كان قد خلقه الله فى طهارة وقداسة.

فما فائدة أن يُسامح الله الإنسان، ولكن يظل الإنسان يخطئ، وتظل طبيعته فاسدة؟!
مرقس: ما المانع يا أبونا أن الله يوقع حكمه بفناء آدم وحواء، ويخلق إنساناً جديداً؟َ!
أبونا: إذا افترضنا هذا الحل يا مرقس، فهذا يعنى ان الله عجز عن اصلاح خليقته التى أفسدها الشيطان، لذلك اضطر أن يفنيها وهذا معناه نصرة الشيطان على الله، وحاشا أن يحدث ذلك لأن ذلك لا يليق بقدرة الله غير المحدودة، وكرامته ومجده كخالق.

مينا: معنى كلامك يا أبونا أنه لا يوجد حل غير الفداء، الله يفدى الانسان ليحقق عدله.
ولكن هل أي فادي يستطيع أن يفدى البشرية، أم أن هناك مواصفات معينة للفادى؟!

أبونا: كلامك جميل يا مينا.. أكيد في مواصفات معينة للفادى، وهي التى تحققت في شخص ربنا يسوع المسيح. "الإله المتجسد" فلابد أن يكون:
1-إنسانا: يمثل البشرية المخطئة.
2- قابلا للموت: لأن أجرة الخطية موت.
3- برئ بلا خطية: حتى يستطيع أن يفدى غيره.
4- غير محدود: لأن خطية آدم وجهت ضد الله غير المحدود.

مرقس: ومن أين الفادي الذي تتحقق فيه كل هذه المواصفات؟!
أبونا: من هنا أيها الأصدقاء كان التجسد ضرورياً.
فحين حل أقنوم الكلمة في أحشاء العذراء، اتخذ له جسدا وحل بيننا وهكذا صار بناسوته: إنسانا قابلا للموت، وبلاهوته: بلا خطية وغير محدود.

وهكذا صار ربنا يسوع المسيح الاله الكلمة المتجسد الفادى النموذجى..
الوحيد: القادر على فداء الإنسان وتقديس كيانه.

أسئلة حول موضوع التجسد الالهى ج2



س: كيف يمكن لله غير المحدود أن يسكن في الإنسان المحدود؟
ج: بعض الناس لا يستوعبون ولا يفمون عقيدة التجسد، لأنهم لا يتصورون كيف يستطيع الله (اللاهوت) غير المحدود أن يحل في بطن العذراء ليكون له ناسوتاً ويظل متحداً به إلى الأبد.

وعدم فهمهم يجعلهم يتساءلون حينما حل اللاهوت في بطن العذراء هل خلت السماء من وجود الله؟! ومن الذي يدبر الكون والخليقة كلها؟!
ينتج هذا التساؤل نتيجة لتصورهم أن الله الغير المحدود انكمش وأصبح محدودا في الناسوت، وهذا خطأ طبعاً. لكن الحقيقة أن الله تجسد، وظل يملأ الكون كله، وظل هو الله غير المحدود.

أمثلة لذلك:
1- الهواء يغلف الكرة الأرضية كلها، ونفس هذا الهواء موجود في رئات البشر كلهم، وعن طريقه يتنفسون. ووجود الهواء في رئة الإنسان، لا يمنع أن يكون موجوداً ويملأ الغلاف الجوى.
2- الإرسال التليفزيونى: موجود في الهواء وموجود داخل جهاز التلفزيون ولم يحده جهاز التلفزيون ولم يمنع وجوده في كل الأجواء.

أسئلة حول موضوع التجسد الالهى ج1



س: يرفض غير المسيحيين فهم التجسد الالهى. فيقولون كيف يصير الله انسانا؟ كيف يأخذ جسد بشرى مثلنا؟ يأكل ويشرب..

ج: ينتج هذا من فكرة ان الجسد دنس وشر ولكننا نؤمن ان الجسد هو من صنع الله.
والله لا يخلق شيئا نجسا ولكننا نؤمن أن الخطية هى الشر والدنس. لقد اتخذ السيد المسيح جسد حقيقى مثل جسدنا تماما ليخلص الانسان.

ولو لم يأكل ويشرب السيد المسيح لظن الناس أنه مجرد ظهور في شكل إنسان.

ما هى أهمية التجسد الالهى؟



1- كان لابد أن يتجسد المسيح لكي يفدينا ويموت عنا وهو القدوس البار الذي لم يفعل أى اثم. لأن "أجرة الخطية هى موت". (رو6: 23).
2- لكى يتحد بجسدنا ويُجدد طبيعتنا التى فسدت بالسقوط والخطية. ويُعطينا إمكانيات غير محدودة، ونعيش حياة القداسة "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).
3- الله تجسد كي ما يعرفنا ذاته معرفة قوية يقينية. نراه بعيوننا ونتلامس معه ونسمعه ونعرفه؟
4- الله تجسد لنصير أولاد الله: "أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1).
5- الله تجسد ليغفر لنا خطايانا. الوصايا والذبائح كانت مجرد وسائل للحد من الشر ولكن لم تستطع غفران خطايا البشر (رو3: 23).
6- الله تجسد ليعطينا الروح القدس يسكن داخلنا يقدسنا ويغزينا ويبكتنا على الخطية.
7- الله تجسد ليعطينا نصرة على الشيطان.
8- الله تجسد ليقيمنا من الموت ويعطينا حياة أبدية سعيدة معه في السماء.

هل يستطيع الانسان ان يعرف الله من الطبيعة؟



في القديم كان المفروض للإنسان أن يؤمن بوجود الله من خلال رؤيته للخليقة (الشمس - النجوم - البحار - النباتات…) فهذه الخليقة لابد أن يكون لها خالق. ولكن هذه المعرفة تشوهت من الشيطان واخترع الناس آلهة لأنفسهم وأصبحوا يعبدون الشمس والجبال والتماثيل… كما أن معرفة الله الحقيقية لا تكفى ان تخلّص الانسان من الفساد أو ان تجعله يعيش حياة مقدسة.

أرسل الله للبشرية الأنبياء وأعطاهم الناموس (الوصايا). ولكن عجز الإنسان عن تنفيذ الوصية والحياة مع الله. فلم يكن هناك أى وسيلة إلا أن يتنازل الله ويتجسد وينزل إلينا ليعرفنا ذاته، حيث كان من المستحيل أن نصعد نحن إليه لنتعرف عليه..
ويؤكد هذا الكلام بولس الرسول: "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه" (عب1: 1، 2).

"لكنه اخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائرا فى شبه الناس". (في2: 7).

هل الجسد يشترك في العبادة؟





في المعمودية نصير أبناء الله ويتم دهن كل أعضاء الجسم بالميرون، في التناول نأكل جسد الرب ونشرب دمه.
"من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).
الأب بيمن: "نحن لم نتعلم قتل الجسد بل قتل الأهواء".
بعد أن خلق الله الإنسان يذكر الكتاب المقدس: "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً" (تكوين1: 31).

نحن نؤمن أن جسد الإنسان طاهر فهو من صنع الله ولكن الخطية هي الخطأ والدنس.
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ذهب للصحراء وعاش فى عزلة لمدة عشرين سنة ثم اضطر بدافع المحبة أن يستجيب لمن جاءوا إليه يطلبون التملذة..

فخرج من عزلته بعد معيشة لمدة طويلة في الصحراء وهو صحيح الجسم وبنفسية مرتفعة.. وهذا يعلمنا أن الصوم والجهاد الروحى السليم يكون بجدية ولكن باعتدال وتدرج حسب القامة الروحية للانسان.

هل جسد الإنسان طاهر؟


بعض الأديان الأخرى تتصور أن جسد الإنسان دنس واعتبروا الجسد عائق ومانع للخياة الروحية، وظنوا أن هدف حياة الإنسان هو أن يقهر ويسحق الجسد وأن يحيا حياة روح بدون جسد، ولكن المسيحية تؤمن أن جسد الإنسان هو خليقة الله الطاهرة، ويعلمنا الكتاب المقدس إن الجسد ليس عدواً تجب محاربته وسحقه بل سبيلا يمكن الإنسان أن يمجد به خالقه: "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذى لكم من الله" (1كورنثوس6: 19).
"لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه" (أف5: 29).

عندما خلق الله الإنسان على صورته خلقه كيانا كاملاً، خلق الروح والجسد معاً. وعندما أتى الله إلى الأرض ليخلص الإنسان لم يأخذ نفساً بشرية فقط بل جسداً بشرياً أيضاً لأن إرادته كانت خلاص كل الإنسان، جسده وروحه..

عند موت الإنسان ينفصل الجسد والروح وهذا إنفصال مؤقت لأن في القيامة سيعود الاتحاد مرة أخرى. "لا تتعجبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يوحنا5: 28- 29).

ما معني أن الإنسان على صورة الله ومثاله؟




عندما خلق الله الإنسان قال:
"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تكوين1: 26).
الله أنعم على الإنسان وحده بإمتياز عظيم جدا، لم ينعم به على آية من المخلوقات الاخرى.

فجعل في الإنسان عقلا وارادة وحرية وإبداعاً وقدرة على التخاطب وحباً وكلها صفات شبيهة بالصفات الموجودة فيه، كل إنسان حر وخلاق لأنه مخلوق على صورة الله الحر الخالق.

لماذا خلق الله الإنسان؟


الله كل فرح وحُب بلا حدود لذلك خلق الإنسان ليتمتع بحبه وفرحه ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله وضع آدم وحواء في حديقة جميلة "الجنة". وكان مصدر سعادة الإنسان هو اتحاده مع الله وحديثه معه كل يوم.

الله خلق ثلاثة أنواع من المخلوقات:
النوع الأول: روح فقط بدون جسد مادي.. "الملائكة".
النوع الثاني: مادة فقط بدون روح.. "الحيوانات والنباتات والشمس والنجوم".
النوع الثالث: "الإنسان"، وهو الكائن الوحيد الذي أعطاه الله الاشتراك في النوعين معاً فقط أعطاه روحا كما اعطاه جسدا أيضاً.

إزاى نحس إن ربنا معانا؟




الله محبة واللى يحب ربنا قوى يلاقى نفسه فرحان قوى ومفيس حاجة تزعله، أول حاجة نتعلمها إننا طالما بنحب ربنا قوى يبقى دايما نصلي لربنا.

ودايما نشكره ونطلب إنه يكون معانا في البيت واحنا خارجين رايحين أى حتة.

ونقول "يا رب إحنا بنحبك قوى خليك معانا، خليك يارب معانا في كل مكان وإحفظنا من الشرير، يا رب إبعت الملايكة علشان تحرسنا ونعيش في سلام مع كل الناس".

أزاى ربنا خلق ادم وحواء؟



اللى حصل أن ربنا أخذ حتة طين من الأرض ونفخ فيها وخلق أبونا آدم في الأول وبعدين قال أخلق له زوجة زى بقيت المخلوقات علشان تآنسه وما يبقاش لوحده ويخلفوا صبيان وبنات ويعيشوا تحت رعايتى فرحانين بنعمتى عليهم.

وبعدين في يوم خلا أبونا آدم نايم وراح اخذ منه ضلع من صدره وخلق له امنا حواء.

وأبونا آدم صحي من النوم لقاها جنبه ففرح بيها قوى وقال "دى حتة منى، دى هدية جميلة من ربنا ودى هتخلف بشر أحياء تعبد وتسبح ربنا فقام سماها حواء".

ليه ربنا خلق الدنيا وخلقنا؟



كتير من الناس بتسأل السؤال ده، طبعا الانجيل بيقول لينا أن ربنا صالح قوى وكله محبة "الله محبة" ومن شدة محبته خلق كل حاجة في السما وعلى الأرض في ست أيام وبعدين خلقنا في آخر يوم وبعدين استريح في سابع يوم. علشان كده لازم دايما نشكره لأنه بيحبنا قوى.

ازاى بقينا مسيحيين؟



كلنا لما اتولدنا من أب وأم مسيحيين. وأخدونا للكنيسة وأتعمدنا بثلاث تغطيسات في المرة الأولى عندما بإسم الآب وفي المرة الثانية عمدنا بإسم الابن وفي المرة الثالثة عمدنا باسم الروح القدس. وبعدين حل علينا الروح القدس لما أبونا رشمنا بزيت الميرون المقدس. يعني احنا من يوم ما اتعمدنا بقينا تلاميذ ليسوع المسيح وهياكل مقدسة وروح ربنا فينا.

الكلام ده معناه إننا بقينا أولاد الله وزى ما قال لينا يسوع المسيح بقينا أولاد الملكوت وعلشان كده بقى من حقنا نصلي لربنا ونقول "أبانا الذي في السماوات" ودى نعمة عظيمة جدا لازم نحافظ عليها والطريقة الوحيدة اللى نحافظ بيها على النعمة دى هي الصوم والصلاة بشفاعة القديسة الطاهرة العدرا مريم وكل القديسين وأهم حاجة التناول باستمرار من الأسرار المقدسة.

يعني ايه مسيحيين؟



لما نقرأ في الإنجيل نعرف أن يسوع المسيح كان بيعلم الناس عن ملكوت السموات والناس حبت تعليمه وسمعت كلامه وامنوا به كانوا يقعدوا حواليه وهو بيعلمهم الإيمان السليم وكانوا بيقولوا ليه "يا معلم" وعلشان كده الناس اعتبرهم إنهم بقوا تلاميذ له. وبعد ما يسوع المسيح صعد الى السما كل الناس اللى آمنت بالسيد المسيح بقى اسمهم تلاميذ لغاية ما الناس اللى في أنطاكية سموا كل اللى آمنوا بالمسيح مسيحيين ومن يومها وكل اللى يآمنوا بالسيد المسيح يبقى اسمهم مسيحيين.

الكلام ده معناه اننا تلاميذ للسيد المسيح والتلميذ الشاطر يسمع كلام معلمه بإنتباه ويسأل ويسمع شرح المعلم علشان يبقى فاهم الدرس كويس. يبقى علشان نفهم كلام يسوع يبقى لازم اننا نتعلم كويس لغات قديمة وبكده تقدروا تقروا الإنجيل وشرح القديسين القدام باللغات اللى كتبوا بيها. مرة تانية احنا تلاميذ حبيبنا يسوع المسيح ولازم نبقى فاهمين كويس هو عايز يعلمنا ايه.

حديث هادئ حول أنتم ملح الأرض



أحبائنا في الرب: سلام لكم
في الحوار السابق، كنت أقول أنه لابد من المشاركة في العمل الوطني، ولكن بعيداً عن تيارات العنف، أو أي ممارسة تخريبية، لا لمنشآت عامة فهي ملك لك أيضًا ولا لملكية خاصة، إسمع ما يقوله الله لشعبه "إذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا إياها لكي تأخذها فلا تتلف شجرها بوضع فأس عليه أنك منه تأكل فلا تقطعه لأنه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار" (تث20: 19)، وهنا أقول لك أن السبب في ذلك هو أهمية الآخر بالنسبة لك.
ينادي العالم الآن بمبدأ "قبول الآخر" أيًا كان جنسه أو لونه أو دينه، وهذا ما يؤكده لنا الكتاب المقدس "لا تكره أدوميًا لأنه أخوك ولا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في أرضه" (تث23: 7)، وحينما أوصى القديس بولس مؤمني كنيسة كورنثوس بألا يخالطوا الزناة، كان يقصد المؤمنين الذين يسلكون بلا ترتيب وليس الخطاة الذين من خارج الكنيسة وكما يقول "وليس مطلقا زناة هذا العالم أو الطماعين أو الخاطفين أو عبدة الأوثان والا فيلزمكم ان تخرجوا من العالم" (1كو5: 10)، وبالتالي فنحن لابد أن نقبل الآخر في محيط علاقاتنا ومعاملاتنا لأن هؤلاء الله سيدينهم.

وأود أن أقول لك أنه لا يوجد شخص يحيا منفردا في العالم، فأنا في حاجة إليك، وانت فى حاجة لآخر وهو في حاجة إليّ، وهكذا تتحول التعاملات بين البشر إلى نوع من الدوائر المتداخلة في جزء من المساحة سواء أكان هذا الجزء صغيرا أم كبيرا، لذلك نخطئ كثيرا حينما نجعل أطفالنا يقاطعون الذين لا يوافقون أهوائهم ولا يلعبون معهم، وفي هذا التصرف يكون الخطر الأكبر، فليس معني الإختلاف في الرأي أو وجود مشكلة يعني المقاطعة، فحتما سيأتي الوقت الذي أحتاج اليك فيه وتحتاج إليّ فيه، أنا معك فجائز أن نختلف سويا في أمر ما وتتوقف العلاقات في هذا الأمر؟، ولكن هذا ليس معناه أن يتحول الأمر إلى خصومة، فالكتاب يوصي بأن "عبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات" (2تي2: 24)، ولذلك أؤكد لك أنه بيني وبينك مهما إختلفنا مساحة مشتركة يمكننا التعامل فيها، ولعل هذا ما يسمونه بـ "حوار الحضارات" وليس "صدام الحضارات".

وكما قلنا سابقا دع أمر الإختلاف العقيدى فالله سيحاسب الجميع على إيمانه وأعماله "اذا لا تحكموا في شئ قبل الوقت حتي يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر اراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله" (1كو4: 5). أما هنا في الأرض فبيننا من المعاملات ما يحتم إستمرار علاقتنا معا، ولعلك تلاحظ أن هذا ما يحدث الآن فرغم إختلاف الإيمان المسيحي والإسلامى ولكن هناك مساحة مشتركة يمكننا التحاور فيها مثل: رفض العنف، والإدمان، والأمانة في العمل، وبنيان وطننا مصر.. إلخ من قضايا مشتركة وهو ما يسمي بـ "حوار الأديان"، وهذا ليس معناه تغيير في الإيمان، ولكن البحث عن ما نشترك فيه، ولعل أول من سبق ونادي بهذه الفكرة ونبه العالم لفكرة الحوار وقبول الآخر هو قداسة البابا شنودة الثالث ففي عام 1977م حينما ظهر ما يسمي بمشكلة الردة وتم إجتماع قداسة البابا والآباء الأساقفة مع آئمة الدين الإسلامى والسادات، أن طلب قداسة البابا من الحاضرين أن تصدر كتبا مشتركة في القضايا المشتركة مما يدعم روابط المحبة والوحدة بين الناس.
وهكذا أخى الحبيب قال رب المجد لا يضع أحد سراجا تحت مكيال بل فوق المنارة لينير للناس (لو8: 16)، وهكذا فأنا أطلب إليك بمحبة المسيح لا تقاطع شخص مقاطعة نهائية فإن لم تكن بحاجة اليه اليوم فأنت بحاجة ملحة إليه غدا، وأخشى أن اقول لك - ليس تهديدا إنما محبة - لعل هذا الغد يأتي وأحدكما ليس بهذا العالم فماذا ستفعل؟ ولا تفهم كلامى السابق أن تتسامح أو تتهاون في حقك المسلوب، لم أقل لك هذا فالتسامح له شروطه أو قواعده وهذا محور حوارى معك في الحوار القادم.

ولكن إلى أن نتحاور ثانية لا تنس حوارك
اليومى مع الله
واضعا ضعفي فى هذا الحوار أمام الله

الرب معكم.. كونوا معافين

التقدمة الحقة



في مدينة لندن التقي مسيحي بيهودي أرثوذكسي غني جداً. ويُعرف عن اليهود الأرثوذكس اهتمامهم الجاد بتنفيذ الشريعة قدر المستطاع. تساءل المسيحي في نفسه.. هل يدفع هذا اليهودي عشور كل ما يكسبه؟!
في حديث ودي سأل المسيحي صديقه: "ما هي طريقة عطائك لله؟ هل تدفع عشور دخلك؟".
أجابه اليهودى: "إن كنت أدفع عشور كل دخلي لا أكون قد قدمت شيئا لله!".
سأله المسيحي: "كيف هذا؟".
جاءت الإجابة: "إن العشور ليست ملكي بل هي ملك لله، فإن ما أقدمه فوق العشور هو العطية التي أقدمها لله!".
خجل المسيحي من الإجابة، إذ وجد يهوديا ارتفع من وصية الناموس إلى الوصية الإنجيلية!

إن قدمت عشور وقتي ودخلي،
لا أكون قد قدمت شيئاً.. فهذا حقك!
لأقدم لك قلبي وكل حياتى.
بالحب أقتنيك وأطلب أن تقتنيني،
أنت لي وأنا لك، هب لي أن أكون نصيبك،
فأنت نصيبي.. هكذا قالت نفسي.

عليك بركة ألبسها، قصة حقيقية مع أبونا ميخائيل إبراهيم



إذ إزدحمت الكنيسة بالمصلين في ليلة العيد، لاحظ أبونا القمص "ميخائيل إبراهيم" شاباً يخرج من حجرة الشمامسة وقد تسللت الدموع من عينيه.

ذهب إليه في هدوء وابتسامة، وربت على كتفيه وهو يسأله عن سبب حزنه. لم يُرد الشاب أن يتكلم، لكن أبانا صمم أن يعرف السبب، فقال له الشاب: "لقد أتيت يا أبي متاخراً وكنت أود أن أخدم شماسًا في ليلة العيد، لكنني لم أجد التونية. لعل أحد الشمامسة الغرباء أخذها ليشترك في الصلاة".

أمسك أبونا بيد الشاب، ودخل به إلى حجرة الكهنة وقدم له تونيته، فرفض الشاب تماماً، لكن أبانا أصرّ أن يلبسها الشاب، قائلاً له: "عليك بركة ألبسها وأخدم، ولا تحزن. أفرح لأنه لا يصح أن تحزن في هذا اليوم!".